دي ميستورا: الخطة البديلة  في سوريا هي العودة إلى الحرب
دي ميستورا: الخطة البديلة في سوريا هي العودة إلى الحربدي ميستورا: الخطة البديلة في سوريا هي العودة إلى الحرب

دي ميستورا: الخطة البديلة في سوريا هي العودة إلى الحرب

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا ، إنّه لا توجد "خطة بديلة" عن استئناف الحرب في سوريا إذا لم تحرز المحادثات التي تهدف إلى وضع "خارطة طريق واضحة" لعملية السلام تقدما.

وقال دي ميستورا، إن سوريا تواجه لحظة حقيقية في مستهل المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ خمس سنوات، وأسفر عن نزوح نصف السكان ودفع بموجات من اللاجئين إلى أوروبا وحوّل سوريا إلى ساحة معارك لقوى أجنبية وجهاديين.

وهذه المحادثات هي الأولى منذ أكثر من عامين وتأتي وسط تراجع ملحوظ في القتال بعد سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو الشهر الماضي وبموافقة الرئيس السوري بشار الأسد والكثير من فصائل المعارضة المسلحة.

غير أن الهدنة المحدودة التي تستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة هشة.

وتبادل طرفا الهدنة الاتهامات بحدوث انتهاكات عديدة كما وصلا إلى جنيف وبحوزة كل منهما جدول أعمال لا يبدو أن هناك إمكانية للتوفيق بينهما.

وتقول المعارضة السورية، إن المحادثات يجب أن تركز على تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة مشددة على ضرورة أن يترك الأسد الحكم مع بداية الفترة الانتقالية في حين تعتبر دمشق أن خصوم الأسد واهمين إذا ما اعتقدوا أنهم سيتسلموا السلطة على مائدة التفاوض.

ووصف بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف لقاءه الأول مع دي ميستورا بأنه إيجابي وبناء ، مضيفا أنه قدم وثيقة بعنوان "العناصر الأساسية لحل سياسي".

وقال دي ميستورا، إن بعض الأفكار قد طرحت في الاجتماع الذي وصفه بأنه جلسة تحضيرية قبيل اجتماع آخر يوم الأربعاء سيركز على المزيد من الموضوعات الأساسية.

ولدى سؤاله عن الفجوة الهائلة بين مطالب الفريقين قال دي ميستورا، إنه من طبيعة المفاوضات أن يبدأ كل من الفريقين بمواقف متصلبة.

وفي مؤشر على مدى اتساع الهوة بين الفريقين سيلتقي دي ميستورا كل منهما على حدة في بادئ الأمر.

وقال المبعوث الدولي قبيل اجتماعه مع الجعفري، إن المحادثات يجب أن تركز على الانتقال السياسي الذي وصفه دي ميستورا بأنه "أم كل القضايا" فيما ستتولى مجموعات عمل منفصلة القضايا الإنسانية ووقف الأعمال القتالية.

وقال دي ميستورا "على حد علمي فإن الخطة البديلة الوحيدة المتوفرة هي العودة إلى الحرب وحرب أشد حتى مما شهدناه حتى الآن."

إخفاقات سابقة

وجرت محاولات لإبرام العديد من اتفاقات الهدنة ومحادثات السلام منذ بداية الصراع الذي قتل أكثر 250 ألف شخص حتى الآن وأتم عامه الخامس هذا الأسبوع.

كما أرسلت الأمم المتحدة مئات من جنود حفظ السلام إلى سوريا عام 2012 لكنها سحبتهم مع استمرار القتال. وانهارت أيضا محادثات للسلام في جنيف قبل عامين عندما لم تحقق أي تقدم.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي "إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات القادمة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض... فإننا سنحيل الأمر مرة أخرى إلى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة... ومجلس الأمن الدولي."

وأتاح تراجع حدة المعارك إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة على الرغم من قول المعارضة بأن الكميات التي أدخلت إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائلها غير كافية.

واندلعت اشتباكات، اليوم الاثنين، على الكثير من الجبهات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية خاضت معارك بدعم من حلفائها ضد فصائل المعارضة ومن بينها جماعات إسلامية في مناطق بغرب سوريا مثل محافظتي اللاذقية وحمص.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى تسجيل ارتفاع في عدد القتلى اليومي بعد انخفاض العدد مع بداية سريان الهدنة.

وأضاف المرصد أن المقاتلين الأكراد في محافظة حلب في شمال البلاد خاضوا معارك مع مقاتلين من الفصائل الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه فصائل مسلحة معارضة أخرى تخوض معركة ضد تنظيم داعش.

خارطة طريق واضحة

 المعارضة السورية لا يحدوها أمل يذكر في أن تقربها محادثات جنيف أكثر من هدف الإطاحة بالأسد وتتهم الحكومة بالتحضير لمزيد من الحرب.

 وتخشى المعارضة أيضًا من أن التركيز الدولي على مواجهة تنظيم داعش دفع واشنطن لتخفيف موقفها من الرئيس السوري.

 وقالت فصائل المعارضة المسلحة إنها على استعداد للاستمرار في القتال على الرغم من هزائمها في الآونة الأخيرة.

 تأمل المعارضة في أن ترسل الأطراف الداعمة لها لاسيما السعودية المزيد من الأسلحة الفتاكة بينها الصواريخ المضادة للطائرات في حال انهارت العملية السياسية.

 وستنتهي الجولة الأولى من المحادثات في 24 مارس /آذار تقريبًا وتعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجري جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.

 وقال دي ميستورا: "نعتقد أنه بحلول ذلك الحين يجب أن تكون لدينا على الأقل خارطة طريق واضحة. لا أقول اتفاقا بل خارطة طريق واضحة لأن هذا هو ما تتوقعه سوريا منا جميعًا."

 ولم يذكر دي ميستورا إن كان الزعماء الأكراد سيشاركون في المحادثات للمرة الأولى، لكنه قال إن شكل المحادثات غير المباشرة يمنحه مرونة لسماع أكبر عدد ممكن من الأصوات وإنه يجب منح فرصة لكل السوريين.

 وأضاف "قانون اللعبة سيكون هو أن تشمل الجميع."

 ومضى يقول "في الحقيقة سيتم التحديث المستمر لقائمة من سنقوم بالتشاور معهم أو لقائهم أو من أتمنى أن يكونوا جزءا ليس من المفاوضات غير المباشرة فحسب بل أيضا المفاوضات المباشرة في نهاية المطاف."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com