ظهور غير متوقع للرئيس الجزائري في ذكرى ثورة 1954

وقع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، أول ظهور له منذ أدائه اليمين الدستورية عقب فوزه بانتخابات الرئاسة التي جرت في أبريل/نيسان 2014، حيث توجه إلى مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية ليترحم على أرواح شهداء الثورة في ذكراها الــ 61.

وفهم مراقبون تحدثت إليهم شبكة "إرم" الإخبارية، أن الظهور غير المتوقع للرئيس الجزائري يحمل دلالات سياسية لخصومه الذين شككوا في قدرته على تسيير دفة الحكم، بيدَ أن هؤلاء سبق لهم طرح تساؤلات بشأن الرسائل والخطابات التي حرص عبد العزيز بوتفليقة على إرسالها للرأي العام في مناسبات عديدة.

وتعتقد المعارضة أن شخص الرئيس بوتفليقة لم يعد قادراً على ممارسة صلاحياته الدستورية بسبب وضعه الصحي، بخلاف الموالاة التي تندد بما تصفه "ترهات المعارضة"، حيث قال زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعداني إن "المطالبين برحيل النظام هدفهم الاستيلاء على كرسي الرئاسة أكثر من الحفاظ على الاستقرار ومستقبل الجزائر".

ومن جهته، اتهم عمار غول وزير السياحة الجزائري في ختام الجامعة السنوية الثانية لحزبه "تجمع أمل الجزائر"، المشككين في مصدر رسائل بوتفليقة، بالباحثين عن "نقل الفوضى وتجارب الربيع العربي الفاشلة إلى الجزائر"، داعيًا إلى "الالتفاف حول شخص رئيس الجمهورية باعتباره الضامن الوحيد للأمن والاستقرار".

واستعرض بوتفليقة تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية، واضعاً إكليلاً من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية ثم قـبّل الراية الوطنية.

وحضر المراسم رئيس البرلمان محمد العربي ولد خليفة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ومدير ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح والأمين العام لمنظمة المجاهدين(الثوار) السعيد عبادو ووزراء في الحكومة.

ومعلوم أن بوتفليقة من الثوار المدنيين الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي في ثورة أول نوفمبر 1954، وتقلد بعد الاستقلال في جويلية 1962 منصب وزير الشباب والرياضة ليكون أصغر وزير جزائري وعمره 24 عامًا، ثم تمرس في الدبلوماسية بعدما عينه الرئيس الراحل هواري بومدين وزيرًا للخارجية وقاد "فتوحات دبلوماسية" لبلاده في منظمات دول عدم الانحياز وHلوحدة الإفريقية والجامعة العربية والأمم المتحدة.