حزب الله: استهدفنا برشقة صاروخية "نوعية" قاعدة اسرائيلية جنوب حيفا
شهدت علاقة فرنسا مع مستعمراتها السابقة في شمال أفريقيا انزلاقا لافتا نحو مرحلة متوترة خلال الآونة الأخيرة، تعكس أزمة تأثّر مناطق نفوذها القديمة، لكنها تحاول اليوم، عبر "أساليب ناعمة"، طي صفحة الخلافات مع الجزائر، والتوتر الصامت مع تونس، وتضارب الأجندات مع ليبيا.
أسئلة عالقة
وتأجلت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا عدة مرات، بعدما كانت مقررة مطلع مايو الماضي، ثم جرى الحديث عن أن الزيارة الرسمية ستكون في منتصف يونيو، لتؤجل إلى موعد غير معلوم، مثيرةً أسئلة دون إجابة لها بشأن طبيعة العلاقة بين الجزائر وباريس تجاه قضايا الذاكرة والحاضر.
وفي آخر الضربات الجديدة للمكون الثقافي الفرنسي، أصدرت الجزائر قرارا صادما بالنسبة لباريس، يمنع استخدام برامج تدريس اللغة الفرنسية في القطاع الخاص.
أما تونس، فرغم تجاهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القرارات التي اتخذها نظيره قيس سعيد في عام 2021، على رأسها تجميد عمل البرلمان، أكد قصر قرطاج تمسكه بالسيادة، ورفض لعب دور "شرطي أوروبا" في ملف الهجرة السرية أو توطين المهاجرين مقابل إغراءات مالية.
كما أن ليبيا التي كانت مستعمرة إيطالية، ومنقسمة إلى حكومتين؛ واحدة في بنغازي وأخرى في طرابلس معترف بها دوليا، تنظر بريبة إلى دور باريس، حيث سعت الدولة الأوروبية إلى محاولة تصحيح الصورة باحتضان عدة مؤتمرات حول ليبيا، آخرها اجتماع لجنة 5+5 العسكرية.
لكن القطرة التي أفاضت الكأس هي تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للقدوم إلى فرنسا بنسبة 30% لتونس و50% للجزائر والمغرب، حيث تم اتخاذ هذا القرار سرا في الإليزيه، وأعلن عنه وزير الداخلية جيرالد دارمانين في سبتمبر 2020.
وأكد المحلل السياسي الجزائري وأستاذ العلاقات الدولية، حكيم بوغرارة، أن العلاقات الفرنسية مع دول شمال أفريقيا في "وضعية سيئة جدا"، بالنظر إلى عدة معطيات.
وعرج بوغرارة، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك نخبا فرنسية تريد جعل الجزائر مستعمرة سابقة ناقصة سيادة، وبالتالي ردت الجزائر من خلال تأجيل زيارة الرئيس تبون".
وأضاف: "هذا فضلا عن الكثير من المشاكل التي أدت إلى فشل فرنسا في أفريقيا، ما شكل دروسا قاسية لها في الحفاظ على علاقاتها مع دول القارة، وفق المحلل السياسي الجزائري".
وذات الأمر يندرج، وفق المحلل السياسي، على تونس وليبيا؛ وذلك بسبب الضغوط الفرنسية ومحاولة توجيه الأزمات الداخلية بما يخدم مصالح باريس، والضغط في ملف الهجرة غير الشرعية.
وفي السياق ذاته، يشير أستاذ العلوم السياسية فريد بوبكري إلى ازدواجية المواقف الفرنسية في الساحل الأفريقي بين مالي والنيجر وتشاد، التي أججت التوتر، خصوصا مع الجزائر، رغم أن الأخيرة دافعت عن عقيدتها بعدم السماح بجر نيامي إلى حرب جديدة في المنطقة تعتقد أنها مدفوعة من باريس.
ودفعت هذه العلاقات الصعبة ماكرون للعودة إلى طرق ناعمة، حيث قام الأربعاء الماضي بإرسال رسالة عبر السفير الفرنسي ستيفان روماتي إلى تبون، وقد تكون تناولت الزيارة المؤجلة.
في المقابل، عين ملك المغرب، الخميس، سميرة سيطايل سفيرةً جديدة للمملكة في باريس، وفق ما أفاد بيان للقصر الملكي، بعدما ظل هذا المنصب شاغرا منذ 19 يناير.