تجمع أبونوار
تجمع أبونوارإرم نيوز

حرمان من البناء وهدم قسري.. إجراءات إسرائيلية متسارعة لتفريغ القدس

تواصل السلطات الإسرائيلية فرض إجراءات وسياسات تعسفية في مناطق عدة بمدينة القدس المحتلة، تستهدف التضييق على السكان المقدسيين هناك، عبر سلسلة إجراءات من بينها الحرمان من البناء والتطوير، وقرارات الهدم لتجمعات يعيش فيها المقدسيون.

وترفض السلطات الإسرائيلية، منح تراخيص البناء للمئات من العائلات المقدسية، كما تجبرها على هدم أجزاء من البنايات السكنية بذريعة البناء دون ترخيص، وهو ما زادت وتيرته منذ اندلاع حرب غزة.

تفريغ السكان

وكان سكان تجمع أبو نوّار البدوي شرقي القدس، يعانون من التهديد والملاحقة بإخطارات الهدم على مدار سنوات، لكن سكان التجمع قرب بلدة العيزرية شرقي القدس، فوجئوا قبل أيام باقتحام طواقم الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي للتجمع، وتسليم الأهالي 11 إخطاراً بالهدم، وإمهالهم 3 أيام للاعتراض عليها، ضمن إجراءات تهدف إلى تفريغ شرقي مدينة القدس من التجمعات البدوية المتناثرة.

وشملت الإخطارات 11 منشأة من المنشآت الزراعية والمساكن، وكان لعلي جهالين أحد سكان التجمع والذي تم إخطاره بالهدم، حصة الأسد من الكارثة التي ستشرده هو وعائلته وتسلبه مصدر رزقه؛ إذ تم إخطاره بهدم منزله ومنشأة زراعية لمواشيه.

ويقول علي لـ"إرم نيوز": "ولدت في هذا التجمع، وكبرت وتزوجت وأنجبت في هذا التجمع، الذي لا أعرف غيره منزلاً ومرعى للغنم والمواشي، الهدم يحاربنا في مسكننا ومصدر رزقنا، ومسكني المهدد يأوي 13 فرداً، والمنشآت الزراعية هي للمواشي التي تعد مصدر دخلي الوحيد".

ويشير جهالين إلى أنه "تم تقليص مساحات الرعي بشكل كبير، وهي سياسة إسرائيلية قديمة، ولكن الجديد ومنذ الحرب على غزة باتت عملية الرعي خطيرة جداً، خاصة في ظل قرب المراعي من المستوطنات والاعتداءات التي نتعرض لها من الجنود والمستوطنين".

وقال: "الإخطارات طالت مساكن أخوتي ووالدتي؛ أي أن العائلة كلها مهددة بالتهجير، وبيننا وبين التشرد في العراء، نجاح المحامي باستصدار أمر احترازي لمنع الهدم للصمود في هذا التجمع، مسقط رأسي ومنزلي الوحيد، ومرعى للمواشي الخاصة بنا".

داود الجهّالين
داود الجهّالين

وتيرة مرتفعة

بدوره، قال رئيس تجمع أبو النوّار البدوي داود الجهّالين لـ"إرم نيوز" إن "الإخطارات شملت 6 منشآت سكنية تسكنها 7 عائلات، و5 منشآت زراعية، باتت معرضة لخطر الهدم بدءاً من منتصف الليلة القادمة".

وأضاف جهالين أن "معظم منشآت تجمع أبو النوّار البدوي بنيت قبل 40 عاماً، وتسلم جميع سكانها إخطارات بهدمها عام 2005، إلا أن وتيرة الهدم ارتفعت عام 2016 بشكل كبير، وطال منذ ذلك العام حتى الآن 80 منشأة، وهذه الإجراءات ضمن خطة التهجير الطوعي والقسري الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه ضد بدو القدس، من خلال سلسلة إجراءات تعسفية تُضيق فسحة عيش هؤلاء في محيط مدينة القدس".

ونوه جهالين بأن "هذه الإجراءات زادت بشكل ملحوظ منذ اندلاع حرب غزة؛ إذ أغلقت السلطات الإسرائيلية الكثير من الطرق المؤدية للتجمعات البدوية، وعزل بعضها عن العالم، بالإضافة إلى شن حملة اعتقالات بحق شبان التجمعات، بحجة وجودهم على الطرق التي يمر منها المستوطنون".

عبدالله أبو رحمة
عبدالله أبو رحمةإرم نيوز

 محاولات ترحيل

من جانبه، قال عبد الله أبو رحمة مدير عام العمل الشعبي ودعم الصمود في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن "تجمع أبو نوار من أكبر التجمعات البدوية سكاناً، وهو يتعرض لعدة هجمات متكررة، من خلال محاولة هدم هذا التجمع وترحيل السكان المقيمين فيه".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أنه "كانت هناك محاولة في عام 2015 لإجراء عملية هدم كمخطط ضغط لتفريغ هذا التجمع من الساكنين فيه، وليكون هناك تواصل بين مستوطنة معاليه أدوميم و كيدار القديمة وكيدار الجديدة، وبالتالي فهذا التجمع بالنسبة للسلطات الاسرائيلية يمثل عقبة للحيلولة دون إنشاء تواصل بين المستوطنات".

وتابع "كل الإجراءات والسير القانوني التي نقوم بها هي عملية شراء وقت، أي بمعنى أنها عمليات إجرائية ولكنها لن تسقط القرار".

 وحول الحرمان من تراخيص البناء والتطوير، قال: "لدينا ما يقارب 130 مخططاً منذ 20 عاماً تمت المصادقة والموافقة على 4 منها فقط"، مشيراً إلى أنه في الفترة الأخيرة ارتفعت إخطارات الهدم بشكل كبير مع تقليل المدة الزمنية لإتمام عمليات الهدم.

 وأشار أبو رحمة أنه في عام 2023، تم توزيع ما يزيد على 1333 إخطار هدم، مضيفاً "هذا يعطينا مؤشراً على ارتفاع عمليات الهدم في الفترة المقبلة، فقد كان معدل الإخطارات التي يتم توزيعها سنوياً ما بين 500 إلى 700 إخطار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com