خط اللاذقية - حلب.. مفتاح لفك شيفرة عودة العلاقات السورية التركية

خط اللاذقية - حلب.. مفتاح لفك شيفرة عودة العلاقات السورية التركية

تثير الأنباء التي تحدثت عن قصف شنته الطائرات الروسية على مواقع في جنوب محافظة إدلب شمال سوريا أسئلة حول الأهداف التي يرمي إليها والتوقيت الذي جاء قبل يومين من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية.

وأفادت أنباء بأن طائرات روسية قد أغارت يوم أمس الجمعة على منطقة جبل الزاوية بريف محافظة إدلب الجنوبي، القريبة من الطريق الدولي (اللاذقية – حلب) المعروف بطريق "أم 4"، شمال غربي سوريا.

واستخدمت الطائرات الروسية في أربع غارات جوية صواريخ شديدة الانفجار، واستهدفت مناطق المعارضة السورية، وهي المناطق التي يتم تصنيفها فيما يعرف بـ "خفض التصعيد".

وتخضع المنطقة لمراقبة القوات التركية، وكانت محور الاتفاق الروسي التركي في "سوتشي"، حيث تقرر بعد عام من توقيع الاتفاق 2018، إقامة تركيا 12 نقطة مراقبة، وإنشاء منطقة عازلة خالية من سلاح المعارضة الثقيل تمتد في مناطق المعارضة إلى عمق ما بين 15 و20 كيلومتراً.

يعتبر فتح الطريق الدولي الواصل بين اللاذقية وحلب مطلباً روسياً وشرطاً سورياً للقبول بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة

وتفيد المعلومات بأن القوات التركية بدأت بالتحرك من المنطقة خلال الأيام الماضية، وهو ما نظر إليه مراقبون من زاوية أن القوات التركية بدأت الانسحاب من المنطقة.

وفسر أصحاب هذا الرأي ما ذهبوا إليه بأن الاجتماعات بين الحكومة السورية وتركيا بإشراف روسي وحضور إيراني، كانت قد أكدت على ضرورة  تنفيذ التفاهمات حيال طريق (حلب - اللاذقية) وفتحه أمام الحركة التجارية.

ويعتبر فتح الطريق الدولي الواصل بين اللاذقية وحلب مطلباً روسياً وشرطاً سورياً للقبول بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وهي العلاقات التي أشارت تقارير في وقت سابق إلى أنه كان يتم التحضير لتطبيعها عبر تنظيم لقاء يجمع الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وتشير التوقعات إلى أن رجب طيب أردوغان بات قريباً من الفوز بالرئاسة التركية بعد أن ضمن وقوف المرشح الرئاسي السابق سنان أوغان إلى جانبه في جولة الإعادة المقررة يوم غد الأحد.

ويرى مراقبون أن سياسة أردوغان الخارجية قد تتغير في حال ظفر بفترة جديدة من رئاسة تركيا، قد يكون أبرزها حدوث تقارب بين أنقرة ودمشق، ما قد يفضي إلى تنفيذ مطالب السوريين بضرورة انسحاب القوات التركية من سوريا أولاً.

ويدعم هذا الرأي، خطاب رجب طيب أردوغان في حملاته الانتخابية والتي جاءت على غير ما ذهب إليه منافسوه تجاه النظرة إلى اللاجئين، ما قد يؤدي إلى اتفاق تركي سوري يضمن عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم خلال الفترة المقبلة.

أخبار ذات صلة
في شمال سوريا سكان خائفون من تركيا وغضب تجاه واشنطن

غير أنه وفي مقابل هذه الأنباء التي أشارت إلى أن القوات التركية بدأت الانسحاب من مناطق خفض التصعيد الرابعة، فإن أنباء أخرى واردة من المعارضة السورية تفيد بأن القوات التركية أعادت عملية انتشارها في المنطقة، وأن هذا لا يعني أنها انسحبت بشكل نهائي.

ووصفت هذه الأنباء، تحرك القوات التركية في المنطقة على أنها "إعادة تموضع تكتيكي" تقوم به القوات التركية بشكل دائم.

ويعتقد مراقبون أن القوات التركية ليست بصدد الانسحاب من المنطقة في الوقت الراهن لاعتبارات عديدة، منها الوضع الداخلي التركي والمتمثل بالانتخابات وحالات التجاذب حيال ملف اللاجئين، ويرى هؤلاء أن انسحاب القوات التركية قد يؤدي إلى شن القوات السورية هجوماً على المعارضة في تلك المنطقة، بيد أن استخدام الطائرات الروسية التي أغارت على المنطقة "صواريخ شديدة الانفجار"، قد يثير الانتباه حيال ذلك.   

لكن رأياً آخر يرى أن القوات ستنسحب آجلاً، ضمن تفاهمات ترعاها روسيا تحديداً، وأن هذا التقارب التركي السوري سيكون مدفوعاً بالزخم الذي حققته الحكومة السورية بعودتها إلى الحضن العربي عبر استعادة موقعها في الجامعة العربية الذي أفضى إلى مشاركة الرئيس السوري باجتماع القمة العربية في جدة الأسبوع الماضي.

ويعتبر الطريق الواصل بين حلب واللاذقية (ام 4) مفتاحاً مهماً لفك شيفرة عودة التقارب السوري التركي؛ باعتباره من أهم المناطق التي تصر الحكومة السورية على عودته لسيطرة قواتها وانسحاب القوات التركية من المواقع المطلة عليه، وتراجع قوى المعارضة المسلحة بعيداً عنه، ذلك أنه يعد شرياناً رئيسياً للتجارة والتنقل بين شمال وجنوب سوريا. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com