إعلان "الطوارئ" في النيل الأزرق بالسودان إثر مواجهات قبلية خلفت 150 قتيلاً

إعلان "الطوارئ" في النيل الأزرق بالسودان إثر مواجهات قبلية خلفت 150 قتيلاً

أعلنت السلطات في إقليم النيل الأزرق حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا، والدفع بقوات الأمن للسيطرة على الوضع، بعد مقتل نحو 150 شخصا، في تجدد لأحداث العنف القبلي.

وجاء في مرسوم أصدره أحمد العمدة بادي أنه "يعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء إقليم النيل الأزرق لمدة 30 يوما"، كما كلّف المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات وكذلك قوات الدعم السريع بـ "التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي".

وكان عباس موسى مدير مستشفى "ود الماحي" قد أفاد "بمقتل 150 شخصا بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86 آخرون، يومي الأربعاء والخميس، في المنطقة الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الخرطوم.

وتجددت الاشتباكات يوم الأربعاء الماضي بين قبيلتي "الهوسا" وقبائل "الفونج" بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد.

وفرضت السلطات منذ الاثنين حظر تجول ليليا بعد مقتل 13 شخصا وفق الأمم المتحدة، في اشتباكات بين أفراد القبائل المتناحرة، لكن الاشتباكات تجددت رغم الانتشار الأمني.

وقال البشرى الصائم مصطفى، نائب رئيس وقف العدائيات والصلح بين قبيلة الهوسا والأطراف الأخرى المتصارعة في المنطقة، إن "الاعتداءات لا تزال متواصلة بإقليم النيل الأزرق في محلية ود الماحي".

وأضاف في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "الأوضاع في المنطقة خرجت عن السيطرة بدخول جميع القبائل في تصفية حسابات قديمة أو حماية نفسها من الاعتداءات".

وتعليقاً على الأحداث، حثت السفارة الأمريكية في الخرطوم على وقف العنف فورا وإجراء حوار لاستعادة السلام في النيل الأزرق.

وقالت في بيان لها: "نحن نتألم ما قيل عن فقدان أكثر من 200 شخص بسبب العنف الطائفي في النيل الأزرق وتزايد عدد القتلى بسبب الاشتباكات في غرب كردفان".

ودعت إلى "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لضمان تقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من القتال".

وتظاهر المئات، الخميس، في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق احتجاجا على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادي، معتبرين أنه غير قادر على حماية السكان.

وفي بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على خلفية ما اعتبروه تمييزا ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.

ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 بالمئة من الوظائف و30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ويقول الخبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، خصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين فصائل مسلحة والحكومة المركزية عام 2020.

والأسبوع الماضي قتل 19 شخصا وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان (جنوب)، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وقُتل منذ كانون الثاني/يناير نحو 550 شخصا ونزح أكثر من 210 آلاف بسبب النزاعات القبلية في السودان، وفق المصدر نفسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com