مؤشرات متباينة بشأن مفاوضات اليمنيين في الكويت
مؤشرات متباينة بشأن مفاوضات اليمنيين في الكويتمؤشرات متباينة بشأن مفاوضات اليمنيين في الكويت

مؤشرات متباينة بشأن مفاوضات اليمنيين في الكويت

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء عن نجاح الضغوط التي مارستها الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمساعدة من عُمان والكويت، في اقناع وفد الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالمشاركة في محادثات السلام في الكويت.

وسيغادر وفد الفصائل اليمنية (الانقلابيين الحوثيين وممثلين للرئيس المخلوع صالح)  صنعاء اليوم الأربعاء، متوجها إلى الكويت.

محادثات الكويت التي كانت مزمعة الاثنين الماضي، تأجلت بسبب تراجع ممثلي الحوثيين وعلي عبدالله صالح عن المشاركة، فيما كان الوفد الممثل للحكومة اليمنية متواجدا في الكويت منذ مطلع الأسبوع.

وكانت مصادر غربية أشارت إلى أن أسباب تراجع الحوثيين وحزب صالح عن حضور محادثات الكويت تعود إلى رغبة الفصيلين في تعديل مرجعيات الحوار المقترحة من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، وفي مقدمة تلك المرجعيات قبول الحوثيين وميليشيا صالح بشرعية حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

فهل تمثل عودة الحوثيين وصالح عن قرار مقاطعة محادثات الكويت قبولا بمرجعيات الحوار وأجندة المحادثات المقترحة، وفي مقدمتها الاعتراف بشرعية حكومة هادي، أو أن المشاركة مناورة جديدة لمن يوصفون بالانقلابيين من أجل الاستهلاك الاعلامي قبل العودة إلى استئناف المواجهة المسلحة وعمليات التفجير والاغتيالات ؟

يرى محللون أن الأطراف اليمينة المتصارعة كانت أطلقت إشارات متناقضة حول إمكانية نجاح محادثات الكويت التي توصف بالحاسمة والهامة.

ففي الوقت الذي بدا فيه أن اتفاق الهدنة الذي سرى العمل به منذ 10 إبريل الماضي، هش ومتقطع بسبب خرق قوات الحوثيين وميليشيا الرئيس المخلوع صالح له بحسب اتهامات القوات التابعة للحكومة اليمنية، في الوقت ذاته، يتحدث الحوثيون عن استعدادهم دخول محادثات الكويت بـ"روح إيجابية" ورغبة في إنهاء الصراع، بحسب تصريحات نُسبت إلى الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله الحوثية محمد عبدالسلام.

في المقابل، وعلى صعيد الإشارات الإيجابية، التي يمكن أن تشكل مقدمة لنجاح محتمل للمحادثات في الكويت، سلمت السعودية -التي تقود حملة عسكرية واسعة منذ أكثر من عام لإعادة الشرعية إلى اليمن- الأحد، الحوثيين ثلاثين أسيرا أفرجت عنهم الرياض، بحسب ما أكده المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية.

لكن أهم المؤشرات التي قد تفضي إلى إنهاء الصراع أو، على الأقل، مدخل لإنهاء الصراع هو الحصار المادي والمعنوي الذي يتعرض له الحوثيون وميليشيا صالح، فعلى الصعيد المادي تمكن الجيش اليمني مدعوما بقوات التحالف التي تقودها السعودية، تمكن من تدمير القوة العسكرية الثقيلة لجماعة أنصار الله الحوثية وميليشيا علي عبدالله صالح، وأهمها القوة الصاروخية وسلاح الجو وسلاح المدرعات والأسلحة البرية الثقيلة، وهي الأسلحة التي استولى عليها الحوثيون وميليشيا صالح من معسكرات الجيش اليمني، كم قُطعت كل خطوط الامدادات التي يمكن أن تصل إلى الجماعة الحوثية عبر سيطرة القوات الموالية للحكومة على المطارات اليمنية بما فيها مطار العاصمة صنعاء، وتأمين الموانئ الإستراتجية، وخصوصا ميناء المخا القريب من مضيق باب المندب.

أما على الصعيد المعنوي فقد تراجع الدعم الذي كانت تتمتع به الجماعة الحوثية من قبل بعض القوى القبلية والسياسية اليمنية المتحالفة معها عند بدء الصراع؛ ما فاقم من عزلة الحوثيين.

وبحسب محللين سياسيين، يبدو أن الجماعة الحوثية قررت العودة إلى المربع الأول وإلى مرحلة ما قبل انقلابها على الشرعية وسيطرتها على مؤسسات الدولة، وهو مربع العمل السياسي وفق تفاهمات وطنية واضحة بحيث تعود إلى حجمها الطبيعي ضمن الطيف السياسي في اليمن، لكن هذا الرأي يدحضه العديد من الشواهد على الأرض، فالجماعة الحوثية المرتبطة بإيران لم توقف عملياتها المسلحة إلا ضمن تكتيكات كسب الوقت والتأييد الشعبي الذي بدأت تفقده على نحو واضح.

ويرى المحللون أن ليس أمام أطراف الصراع في اليمن سوى مباشرة عملية سلام قد تطول لكنها ستفضي إلى إنهاء الاقتتال والبدء في عملية إعادة إعمار الدولة اليمنية ومؤسساتها التي دمرتها الحرب.

وسط كل هذه الإشارات والمقدمات المتضاربة، وبعد إعلان الحوثيين وصالح الذهاب إلى الكويت للمشاركة في المحادثات، تتجه الأنظار إلى العاصمة الكويت، في انتظار ما سوف تسفر عنه هذه الجولة وهي الثالثة من المحادثات بين الفرقاء اليمنيين، وما إذا كان حظها في التوصل إلى اتفاق سلام على أساس قرار مجلس الأمن 2216 أفضل من حظ الجولتين السابقتين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com