موسكو المتعافية تحاول جذب دول الخليج من واشنطن العرجاء
موسكو المتعافية تحاول جذب دول الخليج من واشنطن العرجاءموسكو المتعافية تحاول جذب دول الخليج من واشنطن العرجاء

موسكو المتعافية تحاول جذب دول الخليج من واشنطن العرجاء

تزدحم العاصمة القطرية الدوحة، بضيوفها الكبار منذ، الأحد، حيث تتنافس القوتان العالميتان الرئيسيتان، واشنطن وموسكو، على كسب ثقة دول الخليج الست ذات الثقل السياسي والاقتصادي والديني الكبير، بعد أن أرسلت مؤشرات واضحة حول نيتها تغيير تحالفاتها القديمة.

وتستضيف الدوحة منذ يوم أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، ووزراء خارجية الدول الخليجية، لعقد سلسلة اجتماعات حول الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران، إضافة للنزاعات التي تشهدها المنطقة في العراق وسوريا واليمن وحتى ليبيا.

وتنظر دول الخليج الست، إلى الاتفاق بعين الريبة، وتخشى أن يسرع الاتفاق الذي أبرم يوم 14 (يوليو/ تموز) الماضي بين إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى من وتيرة تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن ويشجع إيران على دعم حلفائها في المنطقة.

ومنذ توقيع الاتفاق، تبذل واشنطن جهوداً مضنية لطمأنة حلفائها الخليجيين من موقفها الملتزم بأمن دول الخليج، لكن أي مؤشرات على اقتناع خليجي بالتطمينات والعروض الأمريكية لم تظهر بعد.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاثنين، عقب محادثاته مع وزراء خارجية دول الخليج، إنه اتفق ونظرائه في مجلس التعاون الخليجي على أنه بمجرد تطبيق الاتفاق بالكامل فإنه سيسهم في أمن المنطقة.

وأضاف كيري في مؤتمر صحفي أن الوزراء بحثوا أيضاً الدفاع الصاروخي ونقل السلاح، وأشار إلى أن هناك المزيد من التعاون الأمريكي مع دول الخليج يشمل تبادل معلومات المخابرات وتدريب القوات الخاصة.

وقال دبلوماسي خليجي سابق لشبكة "إرم" إن "الأمريكان يراوحون مكانهم، لاشيء جديد منذ توقيع الاتفاق النووي، ربما يكون هذا كل ما يستطيعون تقديمه لحلفائهم الخليجيين في عالم لم يعد تحت سيطرة واشنطن بمفردها".

وأضاف الدبلوماسي الذي يراقب اجتماعات الدوحة، إن الحالة الصحية للوزير الأمريكي كيري، خير وصف لموقف واشنطن المتردد من حلفائها الخليجيين، إنها واشنطن العرجاء التي تبدو عاجزة عن سباق موسكو المتعافية والمنتشية بتوقيع الاتفاق النووي الذي تعتبره انتصاراً لحليفتها طهران.

ويشارك الوزير كيري في اجتماعات الدوحة التي وصلها قادماً من القاهرة، بينما يستند على عكازين في تنقلاته منذ أن أصيب بكسر في فخذه، بعد تعرضه لحادث أثناء قيادته لدراجته في جبال اﻷلب الفرنسية.

ويقول مراقبون إن دول الخليج تريد إبرام معاهدة دفاع رسمية مع واشنطن التي ترفض ذلك، وتعرض بدلاً عن المعاهدة إجراءات تتضمن دمج أنظمة الدفاع الصاروخية وتعزيز الأمن البحري وأمن الانترنت.

ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء الماضي على بيع صواريخ باتريوت الاعتراضية للسعودية بتكلفة متوقعة تصل إلى 5.4 مليار دولار إلى جانب ذخيرة لعدد من أنظمة الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار.

وعلق الدبلوماسي الخليجي على العرض الأمريكي الذي كشف عنه كيري اليوم الاثنين في الدوحة بالقول إنه مماثل لما أعلنت عنه واشنطن في القمة الخليجية الأمريكية التي استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد خلال شهر مايو/أيار الماضي ولم يحضرها ملكا السعودية والبحرين.

وفي مؤشر على توجه خليجي جاد نحو موسكو للرد على تردد واشنطن وتقاربها مع طهران، كشفت الخارجية الروسية، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سيزور موسكو قبيل نهاية العام الجاري.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف إن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير سيزور موسكو في منتصف شهر (أغسطس/ آب) الجاري، لبحث العلاقات الثنائية السعودية الروسية، والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة، والتحضير لزيارة الملك سلمان.

وتأمل روسيا أن تعزز علاقتها مع دول الخليج، للحصول على مكاسب إضافية من الاتفاق النووي، بدل أن تسبقها إليه واشنطن من خلال صفقات تسلح عملاقة، لكن موقف حليفتها طهران في سوريا واليمن يشكل أهم العوائق في تعزيز العلاقة مع دول الخليج.

ويتوقع مراقبون أن تضغط موسكو على طهران لوقف دعمها لجماعة الحوثيين في اليمن المجاور للسعودية لكسب ود الرياض، مقابل الوصول إلى تسوية في سوريا ترضي جميع الأطراف.

وبرزت عدة دعوات خليجية في الآونة الأخيرة، لاسيما بين النخب السياسية والثقافية، للانفتاح على طهران ومن خلفها موسكو والتخلي عن واشنطن التي لم تراع المخاوف الخليجية عند توقيع الاتفاق النووي، لكن المخاوف بشأن الضمانات على وقف طموح طهران في المنطقة لازالت محل نقاش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com