الاستراتيجية الأمريكية المرتبكة في اليمن تساعد القاعدة
الاستراتيجية الأمريكية المرتبكة في اليمن تساعد القاعدةالاستراتيجية الأمريكية المرتبكة في اليمن تساعد القاعدة

الاستراتيجية الأمريكية المرتبكة في اليمن تساعد القاعدة

صنعاء ـ تساهم الاستراتيجية المتبعة، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ضد تنظيم القاعدة باليمن، في تعاظم التعاطف الشعبي، مع عناصر التنظيم، وبالتالي تمكنه من تجنيد مقاتلين جدد.



وقتل الطائرات الأمريكية بدون طيار، هذا الأسبوع التلميذ محمد طعيمان، على طريق ناء باليمن، أثناءعودته إلى منزله،في هجوم استهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ما أثار غضبا لدى الأهالي، من النوع الذي طالما ساعد فرع القاعدة في اليمن على تجنيد المقاتلين.


ويقول الأهالي إن التلميذ، كان في سيارة صديق العائلة، عبد الله الزنداني، وكانا متجهين إلى قريته بمحافظة مأرب، في وسط اليمن.

وقال عز الدين شقيق محمد، البالغ من العمر 17 عاما "بدأ اسم الزنداني يتردد عند السماع بالحادث، وكنت أعلم أن أخي بصحبته. لم يكن أخي مسلحا. قتل محمد... كان طفلا." ونجا عز الدين نفسه من هجوم بطائرة بدون طيار قتل فيه والده وشقيقه عام 2011.

وأضاف "قدموا من قتلوه للعدالة وإلا سنقطع النفط وسنصبح مخربين وسننضم لأنصار الشريعة."

والقصف بالطائرات بدون طيار، هو الأسلوب الذي يفضله أوباما في مكافحة التنظيم، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم على صحيفة شارلي إبدو في باريس في 7 يناير كانون الثاني، ولطالما سببت هذه الضربات غضبا في اليمن.

ويقول منتقدو هذه الهجمات، إنها تسفر في أحيان كثيرة عن مقتل مدنيين، دون أن تستطيع الوصول إلى المتشددين الذين تقول واشنطن إنها تلاحقهم.

وبدأ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يستقطب مزيدا من الحلفاء من الأغلبية السنية في اليمن، منذ اجتاح المقاتلون الحوثيون الشيعة العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، في سبتمبر أيلول الماضي.

تجنيد جماعي

في العام الماضي حاولت حملة للجيش اليمني مدعومة بضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، إخراج تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من الجنوب، حيث كانت له معسكرات تدريب في المناطق الجبلية، وكان أعضاء التنظيم يعيشون وسط القرويين المحليين.

لكن بعد ذلك بأقل من عام نفذ التنظيم هجمات في محافظات بمختلف أنحاء اليمن، ومن أسباب هذا أنه سمح للمتشددين في عدة أحيان بمغادرة معاقلهم، من خلال اتفاقات أبرمت مع رجال قبائل لا يريدون أن يحارب الجيش بالقرب من المناطق التي يعيشون بها.

ودفع الصعود السريع للحوثيين المدعومين من إيران ليصبحوا القوة الرئيسية في اليمن، بعض القبائل السنية للانضمام إلى القاعدة، في جزيرة العرب لقتال الشيعة.

وقال عبد الرزاق الجمل، وهو صحفي محلي، له اتصالات مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إن القبائل السنية عدوة للحوثيين، لكنها لا تستطيع مواجهتهم وحدها، وأشار إلى أن انضمام القبائل للقاعدة في حرب واحدة انتصار كبير للتنظيم، لم يحدث من قبل.

وتتزايد الأدلة على هذا التحالف فتعاني الآن إب والحديدة من هجمات متكررة، وهما محافظتان لم تشهدا الكثير من عنف القاعدة قبل مجيء الحوثيين.

وفي مدينة الحديدة الساحلية، يقول شرف البتول وهو عامل بالميناء إن "العمليات الكبيرة" التي ينفذها تنظيم القاعدة، باتت من مظاهر الحياة بعد انتشار الحوثيين هناك.

ويقول الحوثيون، إنهم يقاتلون تنظيم القاعدة، في جزيرة العرب لحماية الشيعة، لكنهم يثيرون أيضا استياء هائلا.

وتقول أبريل لونجلي آلي، من مجموعة الأزمات الدولية، إن الحوثيين يحققون بعض الانتصارات على القاعدة، لكنهم إذا لم يساعدوا في بناء دولة شرعية فإنهم "سيزيدون قدرة (القاعدة) على التجنيد دون قصد".

مزيد من هجمات الطائرات بدون طيار

على الرغم من فراغ السلطة منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، فإن الهجوم بطائرة بدون طيار، في مأرب يوم الاثنين، يشير إلى أن الحملة ستستمر.

وقال مسؤولون محليون إن ثلاثة يشتبه أنهم من عناصر القاعدة قتلوا، تبين فيما بعد أن أحدهم هو التلميذ القتيل.

ويعترف مسؤولون أمريكيون بالصعوبة المتزايدة، لجمع المعلومات، من أجل هجمات الطائرات بدون طيار، ويقول منتقدو الهجمات، إن المعلومات غير الواضحة، يمكن أن تؤدي إلى كوارث.

وقال الجمل إن أمريكا تعطي الجواسيس بطاقة هاتف محمول، ثم تلصق البطاقة على السيارة التي يوجد عناصر القاعدة بها، ثم يتم ضربها بعد أن يعطي الجاسوس إشارة.

وأضاف أن الولايات المتحدة، ربما لا تعلم من الذي يستهدف تحديدا، لكنها تعلم أن من بهذه السيارة من تنظيم القاعدة.

واستقال براندون بريانت، وهو أمريكي كان مسؤولا عن تشغيل طائرات بدون طيار، عام 2011، بعد أن أصيب بإحباط شديد، بسبب مهمة نفذها.

وقال "من المفترض أننا كنا نعلم هوية من يملك بطاقة المحمول أو الهاتف المحمول وليس من يحوزه الآن، وأضاف أن ما وصفه "بالتخمين" لا يكفي لتبرير القتل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com