أمريكا فقدت خياراتها في اليمن
أمريكا فقدت خياراتها في اليمنأمريكا فقدت خياراتها في اليمن

أمريكا فقدت خياراتها في اليمن

يرى الكاتب الأمريكي، ألكسيس كنوتسن، المحلل في مشروع التهديدات الحرجة بمعهد المؤسسة الأمريكية (American Enterprise Institute’s Critical Threats Project)، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد أمامها أية خيارات جيدة في اليمن، في أعقاب سقوط النظام الحليف لها وانهيار نظريتها بشأن اليمن.

وقال إنه في الأيام الأخيرة، كل العيون تتطلع إلى الانقلاب الذي يحدث في العاصمة اليمنية "صنعاء"، مشيراً إلى أن تلك الدراما قادتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وهي مجموعة شيعية من المتمردين، ضد حليف مهم للولايات المتحدة في الصراع ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وأضاف ألكسيس كنوتسن أن الواقع أظهر أن المواجهة في صنعاء تعد مشهداً جانبياً للانهيار البطيء للدولة اليمنية برمتها.

وأشار إلى أن العاصمة اليمنية تتكون من تركيبة سكانية تضم سنة وشيعة، حيث أن الطائفة الشيعة تحظى بدعم من طهران، مشيراً إلى أنه إذا ذهبنا شرقاً، حيث يمتد خط أنابيب الغاز الرئيسي في البلاد، سنجد القبائل المتمردة تقود حملة تخريبية للحصول على تنازلات سياسية ومالية من الحكومة المركزية، وإذا توغلنا في الشرق أكثر، في قلب المنطقة المليئة بالطاقة، ستجد أن المظالم المحلية بسبب المال والحكم قد تعني حرية الحركة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وأخيرا، يأتي الجنوب، الذي كان مستقلاً ذات مراة، حيث ستجد الانفصاليون يكسبون مزيداً من الأرض مرة أخرى، ويمهدون الطريق للقاعدة في شبه جزيرة العرب.

وأوجز الكاتب بأن المشكلة في اليمن ليست الطائفية في صنعاء، كما أن التحدي الأكبر بالنسبة للولايات المتحدة ليس مجرد ضمان أن يكون لدينا شريك في العاصمة اليمنية، وإنما المشكلة هي ما قاله الرئيس باراك أوباما بوصفه "النموذج اليمني"، والمتمثل في الشراكة مع الحكومة المحلية لهزيمة القاعدة والحركات المنتمية إليها.

وأضاف أن الأمة اليمنية كلها قد تتوقف عن الوجود بنفس الطريقة التي عرفناها من قبل، فضلاً عن انهيار فكرة أن المهم هو القصر الرئاسي في صنعاء، حيث أنها باتت فكرة غير عقلانية.

وأشار الكاتب إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتراجع عن أفكارها وتعييد تقييم الوضع في اليمن بشكل عام، مؤكداً أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فاز على أرض الواقع في هذا البلد العربي وكسب موقعا استراتيجيا لبعض الوقت الآن.

ودلل الكاتب على كلامه بأن تلك الجماعة نفذت هجوما كبيراً في صنعاء قبل أسبوعين وتتوسع في جميع أنحاء المناطق لتي تجاهلتها الحكومة المركزية، مشيراً إلى أنه قد لا يكون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد خطط لهجمات تشارلي إبدو في باريس في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أنه ليس هناك شك حول العلاقات بين الجناة وكبار رجال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وتساءل الكاتب: ما الحل إذا؟. مشيراً إلى أنه مثلما أن الوضع في سوريا والعراق تصاعد حتى الآن وبات خارج نطاق السيطرة، إلا أن هناك عدد قليل من الخيارات الجيدة بالنسبة للولايات المتحدة (والكثير من الخيارات الجيدة لتنظيم القاعدة).

وأوجز بأنه من الضروري والحيوي لواشنطن ضمان سلامة اليمن الإقليمية عاجلاً، بما في ذلك ظهور سلطة المركزية لحكومة تمتلك القوة والشرعية، مع المعاملة العادلة للحوثيين، مشيراً إلى أن هذا أفضل من فصلها وتركها بمتناول طهران.

واختتم الكاتب بأنه لا شيء من هذا يعد دواء شافياً، لكنه أقل ما يمكن القيام به، بعيداً عن أي شيء يميز سياسة إدارة أوباما فيما يتعلق باليمن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com