جنود من الجيش الإسرائيلي في غزة
جنود من الجيش الإسرائيلي في غزةرويترز

تشكيل قوة حفظ سلام في غزة.. تطلعات تصطدم بعثرات الواقع

أثار المقترح الأمريكي لتشكيل قوة حفظ سلام في غزة بعد الحرب الإسرائيلية، تساؤلات حول إمكانية تطبيقه رغم كل العثرات التي تواجهه على أرض الواقع.

وتجري إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، محادثات أولية تتعلق بتمويل قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطيني لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب، التي لن تشمل نشر قوات أمريكية بالقطاع، وفق تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وبحسب التقرير، فإن "اللاعبين الإقليميين يريدون رؤية التزام بحل الدولتين قبل الانخراط بجدية في هذه الخطة، كما أن هناك تساؤلات حول جدوى تدريب قوة محتملة بقيادة فلسطينية للحفاظ على النظام في غزة".

ورأى المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن "شروطاً صعبة تواجه الخطة الأمريكية بشأن نشر قوات حفظ سلام بغزة، أبرزها عدم قدرة الولايات المتحدة على إلزام إسرائيل بالقبول بحل الدولتين، والموقف الفلسطيني من الخطة".

وقال إبراهيم، لـ"إرم نيوز"، إن "الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن تقدم التزاماً بقبولها بحل الدولتين، خاصة وإن كافة الحكومات الإسرائيلية عملت على تدميره، وذلك سيدفع الكثير من الدول العربية لإعلان رفضها المشاركة بتشكيل تلك القوات".

وأشار إلى أن "الانقسام الفلسطيني يحول دون وجود قرار بشأن آلية التعامل مع تلك القوات في حال وصولها لغزة، الأمر الذي قد يعرض المشاركين فيها للخطر، ما قد يدفعهم للانسحاب حفاظاً على سلامتهم".

وأكد أن "الولايات المتحدة بحاجة لإنشاء مواقع عسكرية وأمنية لهذه القوات، وتدريب عناصر فلسطينية خاصة لتكون في إطارها أو مسؤولة عنها، وذلك يحتاج إلى أشهر ولا يمكن أن يتم إلا بشكل تدريجي".

ورجح إبراهيم أن "تفشل مثل هذه الخطة، خاصة وأن مهام مثل هذه القوات غير واضحة بالنسبة للفلسطينيين، وسيكون دورهم في إطار التنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي لن يؤدي لوقف الحرب أو الحيلولة دون قتل المدنيين بغزة".

ورجّح "أن يحتاج هذا المخطط لدور أكبر للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في غزة، وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، وقد تضطر الولايات المتحدة إلى إرسال فرق دولية مدنية لإيصال المساعدات".

من جهته، رأى المحلل السياسي، حاتم أبو زايدة، أن "الخطة الأمريكية قد تنجح جزئياً حال كان هناك اتفاق دولي إقليمي على مهام القوات، والمدة الزمنية لعملها"، منوها إلى أن "هذه الخطة تصطدم بعدم ثقة الفلسطينيين بالولايات المتحدة".

وقال أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، إنه "من الواضح أن الخطة الأمريكية لم تتبلور بعد وإن هناك مشاورات تجري من أجل تطويرها وإقناع الدول المشاركة بها، وقد تصطدم الخطة برفض حكومة بنيامين نتنياهو".

وأوضح أنه "في حال أصرت الدول المشاركة بتشكيل القوة على وجود إقرار إسرائيلي بحل الدولتين؛ فإن المخطط الأمريكي سينهار، خاصة وأن المسؤولين الإسرائيليين لا يمكنهم القبول بذلك، وسيعرقل الرفض الإسرائيلي تنفيذ المخطط الأمريكي".

وأشار إلى أن "موقف حماس بصفتها الحاكم الفعلي لغزة سيكون ذو تأثير كبير، خاصة وأن مثل هذه القوات بحاجة للأمن من أجل تنفيذ مهامها، وهو الأمر الذي لن يتحقق لها إلا بعد التنسيق مع حماس وجناحها المسلح عبر الوسطاء الإقليميين".

ورأى أن "حماس لا يمكن أن تقبل بوجود مثل هذه القوات، خاصة وأنها تضعف قدرة حماس على الحكم وتسحب العديد من صلاحياتها في غزة، والولايات المتحدة بحاجة لتذليل الكثير من العقبات قبل تشكيل مثل هذه القوة".

وأكد أبو زايدة أن "مثل هذا الخيار لا يمكن أن يتم تنفيذه إلا بوجود اتفاق تهدئة فلسطيني إقليمي دولي شامل، وفي إطار صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، لكن هذا الاتفاق لا يزال بعيد المنال، بالتالي فإن الخيار الأرجح هو استمرار الحرب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com