ممرضة فلسطينية تروي رحلة النجاة من حصار مجمع الشفاء
روت الممرضة الفلسطينية هبة أبو حصيرة، رحلة النجاة من حصار مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، وما تضمنته من تفاصيل مؤلمة تمثلت بإعدام الجيش الإسرائيلي لوالدتها و3 من إخوانها.
وقالت أبو حصيرة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "مع بداية الحصار الإسرائيلي لمجمع الشفاء قبل أيام، تعرض الحي الذي يسكنون فيه، والقريب من المجمع لإطلاق نار كثيف من قبل الجيش الإسرائيلي، رافقه دعوات للسكان عبر مكبرات الصوت بالتزام منازلهم".
وأوضحت أبو حصيرة أن "منزل عائلتها يقع غرب مجمع الشفاء، وأنها عاشت هي ووالدتها وشقيقاتها الثلاث لحظات صعبة للغاية"، قائلة: "لم أكن أتخيل أن هذه الأوقات العصيبة ستنتهي بمقتل والدتي بشرى، وشقيقتي رزان ورانيا، وأخي الوحيد سيف".
وأضافت: "حوصرنا بمنزلنا ليومين، وكنا نصوم دون سحور، ونفطر على الماء فقط.. لم نكن ندرك ما يحدث حولنا، وفي آخر لحظات حياة عائلتي اقتحمت فرقة من الجيش الإسرائيلي المنزل، وأطلقت النار بشكل عشوائي وهستيري علينا".
وتابعت أبو حصيرة: "الهجوم الإسرائيلي على منزلنا كان في ساعات الفجر، ولحظة دخول الجنود إلى المنزل أطلقوا وابلًا من الرصاص تجاه أمي وإخواني، وأعدموهم أمام عيني بدم بارد".
واستطردت بالقول: "عندما جاء دوري، لم يطلق الجندي الرصاص، واكتفى بتقييدي ونقلي لصالون المنزل"، مشيرة إلى أنها "توسلت للجنود من أجل رؤية والدتها وأخواتها الثلاث؛ إلا أنهم لم يسمحوا بذلك".
وقالت أبو حصيرة: "كنت أحاول إنقاذ شقيقتي رانيا التي أصيبت برصاصة واحدة، وتركت تنزف لساعات طويلة قبل أن تفارق الحياة"، مؤكدة "طلبت من الجنود أكثر من مرة إسعافها؛ إلا أنهم كانوا يرفضون ذلك ويشهرون أسلحتهم بوجهي، وفي نهاية الأمر أخرجوني من المنزل تحت تهديد السلاح وبكلمات سيئة للغاية، وحافية القدمين من بين الدبابات".
ولفتت إلى أنها "بعد أن خرجت من محيط مجمع الشفاء الطبي، فإنها تتواجد حتى اللحظة في منزل إحدى العائلات بمدينة غزة".
وقالت الممرضة الفلسطينية: "الاحتلال دمر حياتي وعائلتي، فقبل أعوام قتل والدي إثر قصف إسرائيلي، وخلال هذه الحرب قتل من تبقى من أفراد عائلتي".
وختمت بالقول: "كنت أول ممرضة أعود إلى العمل في مجمع الشفاء الطبي بعد الانسحاب الإسرائيلي الأول منه، وتعاملت مع جميع أنواع الإصابات؛ إلا أنني لم أكن أتخيل أنني لن أستطيع إنقاذ أفراد عائلتي من الموت".
