لوموند: تحديات متزايدة أمام "حل الدولتين"

يواجه "حل الدولتين" تحديًا متزايدًا، رغم الاعتقاد بكونه يمثل الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وذكرت الصحيفة أن فكرة حل الدولتين تواجه معارضة شديدة من المتشددين الذين يتشبثون بـ"الأمل العقيم في هزيمة خصومهم"، موضحة أن التاريخ يثبت أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله إلا بالتوفيق بين التطلعات الوطنية لكلا الشعبين.

وفي استعراضها التطورات التاريخية لمحاولات حل الصراع، أشارت "لوموند" إلى أن إسرائيل تجنبت سابقًا المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، واصفة أعضاءَها بأنهم "إرهابيون" مسؤولون عن إراقة دماء اليهود.

وذكرت أن الحكومات الإسرائيلية، التي تشمل مختلف ألوان الطيف السياسي، حاولت في البداية حل القضية الفلسطينية من خلال الأردن فقط، ورفضت التمثيل الفلسطيني الحقيقي، إلا أن ما يوصف بـ "الخيار الأردني" انهار أثناء الانتفاضة الأولى عام 1988؛ ما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير إلى "الانخراط على مضض" في محادثات سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية في النرويج عام 1991.

وأضافت "شكلت اتفاقيات أوسلو لعام 1993 لحظة محورية، إذ أسست للاعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ومهَّدت الطريق لإنشاء السلطة الفلسطينية".

ورغم إقرارها بـ "الإحباطات والأزمات"، فقد رأت الصحيفة أن اتفاقية أوسلو الأولى تظل حاسمة لتعزيز المصالحة التاريخية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع استمرار السعي من أجل السلام، يستمر الجدل بين الحلول التفاوضية والمفروضة، إذ فضلت الولايات المتحدة، منذ جهود الوساطة التي بذلتها في أواخر السبعينيات وخلال عملية أوسلو، فترات انتقالية لبناء الثقة بين الأطراف.

ورأت أن هذه "المراحل الانتقالية" غالبًا ما تؤدي إلى تفاقم التوترات؛ ما يترك الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يشعرون بخيبة أمل من مكاسب السلام.

وأضافت أنه لنجاح أي مبادرة سلام، لا بدَّ من تجاوز الفترات الانتقالية والتركيز على مفاوضات الوضع النهائي، مشيرة إلى أن حل الدولتين، مع المعايير التي تم تحديدها منذ عام 2003، يظل هو الخيار الأكثر قابلية للتطبيق، إلا أن تحقيقه يتوقف على الضغوط الدولية لإجبار الطرفين على تقديم تنازلات.