ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 42227 قتيلاً
بعد التوصل لاتفاق هدنة إنسانية بين حركة حماس وإسرائيل، لمدة أربعة أيام، تبدأ اعتبارًا من صباح يوم غد الخميس، برزت تساؤلات حول فائدة الهدنة لكل من حماس وإسرائيل في حرب غزة.
وكانت الوساطات القطرية والمصرية، برعاية أمريكية، قد نجحت في التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية يفضي إلى إطلاق سراح أسيرات وأطفال من كلا الجانبين، بالإضافة إلى إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إلى جانب السماح لأهالي شمال القطاع بالنزوح إلى جنوب وادي غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير في الشأن السياسي الدولي، د. رائد نجم، إن "هذه الهدنة الإنسانية تتيح لجميع الأطراف فرصة التقاط الأنفاس وترتيب الصفوف والتفكير فيما حدث وفيما سيحدث مستقبلًا، من حيث استمرار الجولات القتالية، التي أعلنت حكومة الحرب الإسرائيلية استمرارها بعد انتهاء أيام الهدنة".
وأضاف نجم، في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أن هذه الهدنة تحقق لحركة حماس عدة أهداف سياسية وعسكرية، منها فرصة إعادة ترتيب صفوف المقاتلين في الميدان، وتأمين الذخيرة العسكرية لهم استعدادًا للمواجهات القتالية المقبلة، بالإضافة إلى التقاط الأنفاس في إعادة فرض سيطرة الحركة السلطوية على الشارع في غزة، وفرض نفسها كحاكم للقطاع.
وأكد نجم أن حماس تحاول أن تعيد نفسها للمشهد السياسي، تحديدًا مع الإدارة الأمريكية التي هاجمت الحركة بقوة منذ بداية الحرب، بإعطائها بادرة حسن نية جديدة، من خلال إطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية.
أما من جهة إسرائيلية، منح اتفاق الهدنة الإنسانية لحكومة الحرب الإسرائيلية فرصة تهدئة الشارع الإسرائيلي، الذي وصل فيه الاحتقان ذروته، جرّاء وجود ما يقارب 240 أسيرًا وأسيرة في قطاع غزة، وإعطاء الفرصة لحماس لمحاولة جمعهم وتأمينهم، تمهيدًا لإجلائهم عبر الوسطاء من قطاع غزة، وفق نجم.
ويوضح أن من جملة الأهداف التي سعت إسرائيل لتحقيقها من اتفاق الهدنة المؤقت هو التحرر من الضغوط الدولية والأمريكية، لا سيما بعد تصاعد الأصوات الدولية بضرورة وقف ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، خاصةً استهداف المستشفيات والمراكز الطبية والصحية، بالإضافة لتهدئة الشارع الإسرائيلي الذي بات يعطي الأولوية لإعادة أسراه من قطاع غزة على أية أولوية أخرى كانت قد وضعتها حكومة الحرب.
وعلى الصعيد الأمريكي، يقول نجم: "لقد سعت الإدارة الأمريكية الحالية لرعاية هذه الصفقة الإنسانية، لا سيما بعد تضرر صورتها أمام الرأي العالمي بعد إعلانها دعم إسرائيل في حربها على القطاع، رغم ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، والأصوات المعارضة داخل الحزب الديمقراطي الحاكم التي بدأت ترفض استمرار دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل عسكريًا وماليًا، وتوفير غطاء سياسي لها".
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية مقبلة على انتخابات رئاسية، ويطمح الرئيس الحالي جو بايدن للفوز بفترة رئاسية ثانية، وبالتالي فإن رعاية أمريكا لهذا الاتفاق تعتبر محاولة لترميم صورة بايدن لكسب أصوات الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما أن هذه الجالية مؤثرة في الانتخابات، عوضًا عن ارتفاع مؤشرات فوز الرئيس الأسبق دونالد ترامب الذي يشن هجومًا حادًا على بايدن والإدارة الحالية لضعفها في إدارة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وختم نجم حديثه بالقول إن هذا الاتفاق المؤقت قد يفضي إلى هدن إنسانية أخرى في المرحلة المقبلة، لا سيما وأن الضغوط الأمريكية بدأت تتزايد لفرض وقف إطلاق نار واسع، بحسب ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، لكن هذه الضغوط مشروطة بما أعلنته حكومة الحرب الإسرائيلية منذ بداية الحرب، وتبنته الإدارة الأمريكية، بأن لا تعود حركة حماس مرة أخرى لحكم قطاع غزة.