مبادرة مغربية "شجاعة" لاستغلال القنب الهندي.. اقتصاديا

دشن المغرب مرحلة جديدة على طريق ترخيص القنب الهندي والاستفادة منه اقتصاديا في عدد من المجالات؛ إذ منح ترخيصًا لعشرات الوكالات بقصد استغلاله.

في هذا الإطار، استحدثت السلطات المغربية جهة رسمية تحت اسم "الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي"، لمواكبة مشاريع هذا النشاط الاقتصادي الجديد.

وانطلقت عمليات التحويل واستخراج مواد هذه النبتة لاستعمالها في الصناعات الغذائية والطبية، فيما خصصت السلطات ما يصل إلى 45 مليون درهم مغربي (4.5 مليون دولار أمريكي)، من أجل المنطقة الاقتصادية المخصصة لاستقبال أنشطة تحويل القنب الهندي، وذلك في منطقة "إساكن" التابعة لإقليم الحسيمة، شمال البلاد.

الباحث في اقتصاد القنب الهندي، شريف أدرداك، يرى أن هذه المناطق الصناعية لها دور كبير في استقطاب الاستثمارات الوطنية والأجنبية؛ لما يتوفر فيها من تجهيزات لوجيستية، وكذلك استفادتها من إعفاءات ضريبية.

وفي حديثه لـ"إرم نيوز"، وصف أدرداك، استحداث المنطقة الصناعية بمركز "إساكن" بأنه "مبادرة شجاعة" تهدف إلى تنمية المنطقة بالدرجة الأولى، وتُقرب المستثمرين من مناطق الإنتاج ليكون القنب الهندي "رافعة" لتنمية تلك المناطق بجبال الريف شمال المغرب.

ولفت الباحث في اقتصاد القنب الهندي إلى أن المغرب يمكن أن يكون قبلة للتنافسية الدولية، بالنظر إلى توفر يد عاملة رخيصة مقارنة بنظيرتها الأوروبية أو الأمريكية، إضافة إلى قرب البلاد من القارة الأوروبية، والاعتماد في زراعة النبتة على بذور مغربية أصيلة يطلق عليها اسم "البلدية".

ويهدف المشروع، الذي ستنجزه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع التابعة لجهة الشمال (تضم مدن طنجة، وتطوان، والحسيمة) إلى تهيئة منطقة للأنشطة الاقتصادية على مساحة 10 هكتارات، لاستقبال "الأنشطة الواعدة" لتحويل نبات القنب الهندي.

وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، منحت الوكالة الجديدة 179 ترخيصا من أجل أنشطة تحويل القنب الهندي، 47 منها لأغراض صناعية، و7 لأغراض طبية، و51 لأغراض التسويق، و54 لأغراض التصدير.