غالانت: إسرائيل سترد قريبا على إيران وسيكون الرد قاتلا ودقيقا
دمّرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أكثر من 110 أيام، كل معالم الحياة في القطاع، بما في ذلك الآثار التاريخية التي يمتد عمرها لآلاف السنوات، عدا عن شبهات سرقة قطع أثرية.
وجرت عمليات تدمير وتجريف ممنهجة، للأديرة والمقابر التاريخية فضلًا عن المساجد والكنائس التي يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 1500 عام.
إلى جانب ذلك كله يُشتبه بعمليات سرقة أجراها الجيش الإسرائيلي لعدد من القطع الأثرية القديمة.
وقال الخبير الفني في وزارة الآثار في غزة فضل العطل، إن الجيش الإسرائيلي دمّر عشرات المواقع الأثرية في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وشمل ذلك أكثر من 8 متاحف تاريخية، بالإضافة إلى قرابة 150 موقعًا أثريًا سواء بشكل كلي أو جزئي.
وأضاف العطل لـ"إرم نيوز"، "دمّر الجيش الإسرائيلي موقع ميناء أنثيدون وهو ميناء يعود للعصر اليوناني ويقع هذا الموقع شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة فيما يعرف الآن بموقع البلاخية، حيث جرت تسويته بالأرض بعد قصفه بالطائرات الإسرائيلية".
ولفت إلى تدمير الجيش الإسرائيلي الفيلا الهيلانية وعددًا من الغرف البيزنطية منها دير القديس هيلاريون الواقع غرب مخيم النصيرات بعد قصفه بعدد من الصواريخ، إلى جانب تدمير الكنيسة البيزنطية التي يعود عمرها إلى أكثر من 1800 عام، الواقعة على شارع صلاح الدين شرق مخيم جباليا.
وتضمنت المواقع المدمرة لوحة الفسيفساء الواقعة شرق مخيم البريج والتي جرى اكتشافها، العام الماضي، كأحد أهم المعالم الأثرية في فلسطين، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بتجريفها وتدميرها كليًا أثناء اقتحام المخيم من المناطق الشرقية.
وأوضح العطل، أن "آلة الحرب الإسرائيلية طالت العديد من المواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية في البلدة القديمة بمدينة غزة، منها قصر الباشا الأثري الذي يعود للعصر العثماني بعد أن دمرته الجرافات الإسرائيلية، وجعلته أثرًا بعد عين".
وقصفت إسرائيل المسجد العمري بأكثر من 8 صواريخ، إذ يعود تاريخه لأكثر من 1300 عام، ويعد من أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، إلى جانب تدمير ثاني أقدم كنيسة في العالم وهي كنيسة بريفيريوس التي جرى قصفها بالطائرات الإسرائيلية.
وأشار العطل، إلى وصول تقارير ميدانية عدة تُفيد بقيام الجيش الإسرائيلي بعمليات سرقة لمئات القطع الأثرية النادرة أثناء عملية السيطرة على عدد من المواقع الأثرية.
من جهتها، أجرت منظمة تراث من أجل السلام الإسبانية، مسحًا أوليًا للمواقع الأثرية التراثية بعد شهر واحد من الحرب الإسرائيلية، لتكشف أن 104 مواقع تراثية وأثرية دمّرها القصف الإسرائيلي، سواء بشكل كلي أو جزئي، أو طالتها أضرار جانبية، تتطلّب تدخلاً لإعادة ترميمها، من أصل 325 موقعًا موجودًا في القطاع.
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن "إسرائيل تنتهك على نطاق واسع قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي الدولية المتعلقة بحماية الإرث الثقافي، من خلال شنها هجمات عسكرية منهجية ضد الأماكن والآثار التاريخية أثناء عدوانها المتواصل منذ السابع من أكتوبر على قطاع غزة".
وأضاف عبده لـ"إرم نيوز"، "لدينا قلق بالغ إزاء التقارير الواردة عن احتمال استيلاء الجيش الإسرائيلي على آلاف القطع الأثرية النادرة من قطاع غزة بما قد يرتقي إلى جريمة حرب بحسب نظام روما الأساس للمحكمة الجنائية الدولية".
وأوضح أن المرصد دققّ في تفاصيل الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي في 17 كانون الثاني/يناير، ووثق فيه تفجير ونسف حرم جامعة الإسراء الرئيس، جنوب مدينة غزة، بعد أكثر من شهرين من السيطرة على حرم الجامعة واستخدامه كقاعدة عسكرية لآلياته، ومركز لقنص المدنيين، ومعتقل مؤقت للتحقيق.
وذكر أن عملية التدمير المذكورة طالت مقر "المتحف الوطني" الذي أسسته جامعة الإسراء منذ سنوات، ويعد الأول من نوعه على مستوى الأراضي الفلسطينية، وقد ضم بين جنباته أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية نادرة.
وقالت الجامعة في بيان صادر عنها إن قوات الاحتلال نهبت تلك القطع قبل نسف مبنى المتحف.