قُتل 100 شخص على الأقلّ، وأصيب أكثر من 150 آخرين بجراح في حريق اندلع جراء إطلاق "ألعاب نارية" بقاعة للأعراس في محافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، في أرقام "غير نهائية" أعلنتها السلطات، الأربعاء.
لكن الحرائق تبدو أيضًا "غير نهائية" في العراق، إذ لا يكاد يمر يوم يخلو من أنباء ومشاهد للحرائق التي تندلع في مختلف المدن العراقية، مع تسجيل خسائر في الأرواح والممتلكات.
وذكرت وسائل إعلام عراقية، أن حوادث الحرائق في العراق خلال العامين السابقين تجاوزت 55 ألف حادث تسببت بمقتل المئات، وخسائر مادية بالمليارات.
وذكرت قناة "عراق 24"، أن حوادث الحريق في العراق خلال 2022 بلغ مجموعها 32480 حادثًا، وبلغت خسائر الحرائق نحو 2.8 مليار دولار أمريكي.
وأشارت إلى أن الحرائق، خلال 2023، بلغت نحو 23 ألف حريق حتى الآن، وكان آخرها حريق صالة الأفراح في نينوى، إذ أعلنت السلطات العراقية ارتفاع عدد ضحايا الحريق إلى 450 شخصًا.
حصة الأسد لبغداد
تشهد العاصمة العراقية بغداد المترامية الأطراف - والتي يبلغ سكانها نحو 10 ملايين نسمة - العدد الأكبر من هذه المآسي سنويًا.
ووفقًا لإحصائيات الدفاع المدني العراقي، فإن بغداد أكثر مدن العراق تعرضًا للحرائق؛ إذ تُسجل فيها 40% من حرائق البلاد.
حريق وكورونا
أحد أقسى الحرائق التي تعرضت لها العاصمة كان الحريق الذي شب، في يوم السبت 24 نيسان/ أبريل 2021، في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمرضى كورونا، والذي قُتل على إثره 82 شخصًا، وأصيب 110 آخرون، بحسب بيان للحكومة العراقية، في حين قدَّرت مفوضية حقوق الإنسان (رسمية مرتبطة بالبرلمان) أن الفاجعة خلّفت 130 قتيلاً.
وبعد أقل من 3 أشهر، في 12 تموز/ يوليو 2021، شبَّ حريق لا يقل فظاعةً عن حريق مستشفى ابن الخطيب، في مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصريّة في قسم العزل الصحي لمرضى كورونا.
وأدى انفجار 3 إسطوانات من غاز الأوكسجين، إلى اندلاع حريق في الطابق المخصص للإنعاش الرئوي في المستشفى، ولم تكن وسائل إخماد الحريق كافية، ما تسبب بتفاقمه وصعوبة السيطرة عليهِ، وقدر عدد الضحايا بحسب تصريح وزارة الصحة بأكثر من 92 قتيلاً و110 جرحى.
حريق المطار
وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر2022، تم إخماد حريق التهم صالة نينوى بمطار بغداد الدولي المكونة من طابقين، وذلك بجهود 15 فرقة إطفاء متخصصة وأخرى مساندة بعد أن أتى الحريق على جزء كبير من الصالة المخصصة لرجال الأعمال.
وقال بيان للدفاع المدني نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع) إن "عمليات الإخماد شملت أيضًا مكاتب السفر التي اندلعت فيها النيران، لتنتهي أعمال الإخماد والتبريد دون تسجيل إصابات بشرية مع تحجيم الأضرار المادية"، بحسب نص البيان.
حريق الوزيرية
كما شبَّ حريق كبير، في 6 تشرين الثاني / نوفمبر 2022، في مبنى تجاري بمنطقة الوزيرية ببغداد، واستمر لأكثر من 30 ساعة رغم مشاركة 32 فرقة إطفاء في محاولة إخماد النيران، وتسبب الحادث بانهيار المبنى، وإصابة 32 من قوات الدفاع المدني، وانتشال 4 جثامين من أصل 11 كانوا في عداد المفقودين، وفقًا للدفاع المدني العراقي.
وفي اليوم الذي شهد الحريق الدامي في مستشفى ابن الخطيب، شبَّ حريق بمركز تجاري في كركوك (شمال)، وفي اليوم الذي تلاه اندلع حريق بتكريت (شمال)، وآخر في مطعم بمدينة أربيل في إقليم كردستان حوَّله إلى رماد. وقبل يومين، تعرضت منظومة المصاعد بمستشفى في الحلة (جنوب) إلى تماس كهربائي، لكن تمت السيطرة عليه.
حتى الشجر
وفي وسط وشمال العراق تحترق كل عام آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وتهدد الحرائق القطاع الزراعي العراقي الذي يعاني بالفعل من ضائقة شديدة.
وفضلاً عن الفاتورة الثقيلة من الضحايا المدنيين، يدفع الدفاع المدني العراقي ثمنًا باهظًا لتلك الحرائق. وقال مدير الدفاع المدني، اللواء كاظم بوهان لـ"فرانس برس" إنه خلال 18 عامًا سجل "أكثر من 420 وفاة" بين عناصر الدفاع المدني .
