دخلت عامها الثاني.. تطورات الحرب في السودان

دخلت عامها الثاني.. تطورات الحرب في السودان

تدخل العمليات القتالية في السودان عامها الثاني وهي تشهد كرًّا وفرًّا بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويسيطر كل طرف على مناطق محددة لكن لا أحد منهما يبدو قادرا على حسم المعركة في المدى المنظور، وفق متابعين.

واندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل من العام الماضي، بسبب خلافات بشأن صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع في إطار خطة مدعومة دوليًّا لانتقال سياسي نحو حكم مدني وإجراء انتخابات.

وتتنازع قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" على أكثر من محور، ويسعى كل طرف إلى إعلان سيطرته على مناطق يقول إنها استراتيجية، لكن متابعين يعتبرون أنّ القتال القائم أشبه بالحرب العبثية التي خلفت حتى الآن 13 ألف قتيل.

ولا يبدو أي طرف قادرا على حسم المعركة أو إحراز تقدم ذي جدوى رغم تكبّد كل طرف خسائر كبيرة واستمرار تجنيدهما للمقاتلين، ولا سيما من جانب الجيش السوداني الذي يواجه اتهامات بارتكاب تجاوزات وانتهاكات على أكثر من محور.

ومنذ الأيام الأولى للحرب شهدت العاصمة الخرطوم نزوحا جماعيًّا كبيرا مع تصاعد الضربات التي نفذها الجيش وانتشار عمليات النهب، ما أدى في وقت لاحق إلى أكبر حركة نزوح تشهدها البلاد، حيث فرّ أكثر من 8 ملايين شخص من منازلهم بسبب القتال.

ولم تفلح التدخلات والجهود الدولية والإقليمية في وقف القتال الذي بدا سجالا حيث يسيطر كل طرف على مناطق بعينها، ويفقد البعض منها حينا ويستعيد البعض الآخر أحيانا دون حسم.

وأدّى هذا الجمود في القتال إلى تصاعد الدعوات لضرورة إيجاد حلّ سياسي، إضافة إلى تشديد الضغط الدولي لمنع وصول مزيد من الأسلحة والذخائر للمقاتلين من الطرفين.

ودمّر القتال أجزاء من السودان بما فيها العاصمة الخرطوم، وأودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وأثار تحذيرات من حدوث مجاعة وخلق أزمة نزوح غير مسبوقة في البلاد.

وكان معهد السلام الأمريكي قد وصف الوضع في السودان بأنه تجاوز النموذج الليبي، واعتبر أن الأوضاع في البلاد تقترب من شفا حرب أهلية فوضوية شاملة، وحذّر من هذا "السيناريو" الذي قال إنه "الأرجح والأسوأ"، وفقاً للمؤشرات على الأرض.

وحذر المعهد في تقرير له من أن سيناريو الحرب الأهلية بات مرجحا؛ نتيجة لاتساع نطاق القتال وانتشار خطاب الكراهية القائم على الأسس الإثنية والجهوية.

ومع استمرار القتال وعمليات الكرِّ والفرِّ لا تبدو خارطة سيطرة كل طرف على الأرض ثابتة، وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات رئيسة في إقليم دارفور غرب السودان، وولاية الجزيرة في وسط البلاد وأجزاء واسعة من كردفان، بينما يسيطر الجيش السوداني على ولايات الشمال والشرق.

ويؤكد متابعون أن طرفي القتال ابتعدا في الأسابيع الأخيرة عن المواجهات البرية المباشرة، واعتمدت استراتيجيتهما بشكل أكبر على الغارات الجوية والقصف المدفعي واعتماد الطائرات المسيّرة، ولا سيما من جانب الجيش السوداني الذي تؤكد تقارير أنه حصل على عدد كبير من المسيرات من إيران.

ويؤكد محللون عسكريون أيضا أنّ مزايا القوة الجوية للجيش تراجعت بسبب استخدام "قوات الدعم السريع" طائرات حربية مسيّرة تتصدى بشكل فعال للطائرات المقاتلة التابعة للجيش وتُسقطها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com