وزير الإسكان السعودي يواجه انتقادات ساخرة بعد تصريح نُسب إليه

تعرض وزير الإسكان السعودي، ماجد الحقيل، اليوم الإثنين، لانتقادات ساخرة وغاضبة في آن واحد على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح مثير للجدل منسوب إليه  قال فيه: إن المنتقدين لبرامج وزارة الإسكان السعودية هم من خارج المملكة.

وتداول مدونون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي التصريح المثير للجدل الذي قال فيه الحقيل: إن "أكثر المهاجمين على وزارة الإسكان السعودية من حسابات من خارج المملكة، وبعد تتبعها وجدت أنها من روسيا وأوكرانيا وإيران لتضليل وشحن الشعب".

ولم يتسنَ لـ "إرم نيوز" الحصول على تعقيب فوري من وزارة الإسكان حول حقيقة كلام الوزير ومتى قاله، لاسيما أن آخر ظهور للحقيل كان في مؤتمر صحافي قبل يومين في الرياض، كما لم ترد الوزارة على الجدل الذي تسبب به الكلام المنسوب للحقيل لتأكيد صحته أو نفيه.

وعلى موقع "تويتر" الذي يجمع أكبر عدد من السعوديين للخوض في نقاشات جادة، تصدر الوسم "#الروسيون_يهاجمون_وزير_الإسكان" ترند تويتر في السعودية (قائمة أكثر الوسوم تفاعلاً) مع انضمام آلاف المغردين للتعليق عليه.

وتعرض الوزير الحقيل لانتقادات لاذعة وساخرة من غالبية المشاركين، فيما يشبه الحملة الجديدة التي تواجه الحقيل ووزارته، مشابهة لحملات عدة تعرض لها في الفترة الماضية بسبب تغييرات جذرية في طريقة تقديم القروض للسعوديين الباحثين عن تملك المساكن.

وطالب كثير من المغردين السعوديين بإقالة الوزير، وهو مطلب تكرر على نطاق واسع في الفترة الماضية، في حين دعا آخرون الوزير الحقيل للرد على منتقديه الذين يدعي أنهم من خارج المملكة بحل أزمة الإسكان المتفاقمة في السعودية.

وكتب أحد المغردين معلقًا: "دام كذا، يرد على الهجوم الروسي والإيراني بكميات كبيرة في مناطق المملكة من الوحدات السكنية عشان يسكتون".

وقال آخر:"شايفنا مغفلين خبلان !؟ الشعب واعي شوفلك عذر ثاني نصدقه".

وأعلنت وزارة الإسكان مؤخرًا عن طريقة جديدة في آلية عملها لتوفير منازل للسعوديين، تضمنت تغييرات جذرية في آلية العمل السابقة التي كانت تعتمد على تقديم قروض سخية من دون فوائد، بالرغم من أن فترة الانتظار تصل إلى 10 سنوات.

وتضمنت خطط الوزارة الجديدة، توقف صندوق التنمية العقاري الحكومي، الذي ظل لعقود يمنح السعوديين قروضًا وصلت إلى حد 500 ألف ريال لكل متقدم في السنوات الماضية، عن منح تلك القروض، والاكتفاء بتوجيه من يأتي دوره بالتمويل إلى أحد البنوك الخاصة.

وتشمل الخطط الجديدة مجموعة تفاصيل وشروط يقول كثير من السعوديين وبينهم خبراء بارزون في الاقتصاد وقطاع العقار، إنها معقدة وغير مفهومة لعامة المواطنين، كما أنها تمثل خسارة لرأس مال الصندوق من خلال تحمله دفع الفوائد التي تأخذها البنوك من المتقدمين بطلبات الحصول على قرض.

ويقول مسؤولو وزارة الإسكان والصندوق العقاري: إن التمويل لا يقوم على الفائدة أصلًا، وإنه متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وإن العمل بالطريقة السابقة كان سيجعل فترة الانتظار للحصول على قرض من صندوق التنمية العقاري تصل لـ 60 عامًا مع قلة المبالغ التي يحصلّها الصندوق من الأقساط الشهرية للمقترضين.

وأنشأت السعودية وزارة الإسكان في العام 2011، وكلفتها بإعداد خطة لبناء 500 ألف منزل بعد تخصيص مبلغ 250 مليار ريال لها، لكنها فشلت مع تناوب أكثر من وزير على حقيبتها في النجاح بتلك الخطة، ولم يتم بناء إلا عدد قليل من تلك المنازل لغاية الآن.