السعودية والصين.. زواج "مصلحة" يخلو من الحب
السعودية والصين.. زواج "مصلحة" يخلو من الحبالسعودية والصين.. زواج "مصلحة" يخلو من الحب

السعودية والصين.. زواج "مصلحة" يخلو من الحب

عشية الحرب العالمية الأولى، كان حفيدا الملكة فيكتوريا يجلسان على عرشي كل من بريطانيا وألمانيا، ولم يكن ذلك كافيًا لوقف الصراع العنيف بين الدولتين.

وانطبق الأمر ذاته على لويس الثالث عشر ملك فرنسا، الذي سلّط جيوشه على أبناء عمومته في هابسبرغ حين تدخل في الحرب التي دامت 30 عامًا.

نظريًا، الزواج الاستراتيجي يُقصد به تغيير التحالفات بحيث تصبح روابط غير قابلة للكسر.

عمليًا، تتحكم العوامل البنيوية بالسياسات الخارجية للدول أكثر من الدماء، وحتى أقوى العلاقات يمكن كسرها.

هذا هو الإطار الاعتيادي للنظر إلى الضغط الصيني لتحويل صندوق ثروتها السيادية وأكبر منتج نفط لديها إلى مستثمر أساس في الاكتتاب العام لشركة النفط العربية السعودية "أرامكو".

وستكون شركة الاستثمار الصينية أكبر مستثمر في الاكتتاب العام لأرامكو السعودية، بقيمة قد تصل إلى 100 مليار دولار، كما ورد لبلومبيرغ من أشخاص ذوي علاقة بالأمر.

وتقول تقارير إن شركة بترول الصين والشركة الأم شركة الصين الوطنية للبترول قد تأخذان أيضًا حصصًا ضمن مخططات تتم مناقشتها بين البلدين.

صورة منعكسة

باتت الصين مصدّراً لرؤوس الأموال بينما تتضاءل ميزانية السعودية، وهناك منطق بسيط في الاتفاق، الآن، ما تريده الصين أكثر هو وضع أموالها للعمل على مقياس عالمي، السعودية في المقابل تحتاج المال، الأمران يكملان بعضهما البعض: الدولة العربية تسعى لسد عجز الموازنة للمرة الرابعة على التوالي، والطرف الآسيوي يتحوّل لمصدّر لرأس المال لأول مرة في التاريخ المعاصر.

سفينة الكنز

وهناك عامل آخر، حيث أن الصين أصبحت أكثر اعتماداً على الواردات الأجنبية من النفط الخام بعد الهبوط المفاجئ لإنتاجها المحلي العام المنصرم.

هذا الطلب الصيني المفاجئ للواردات الأجنبية، وعدم قدرة السعودية على مواكبته بينما توفّر النفط لزبائن لهم علاقات طويلة الأمد معها يعني أن المملكة تخسر وضعها كمزود نفط رئيس ومهيمن على السوق الصينية.

وفي شهر أيلول/سبتمبر -حين كانت الدول الأعضاء الجديدة في أوبك تضخ بقوة لرفع مستوى الإنتاج الأساس إلى الهدف قبل أول خفض لإنتاج المنظمة منذ ثماني سنوات- كانت أنغولا والعراق متفوقتين لوقت قصير على الرياض في السوق الصينية.

لاعبون جدد 

اعتادت السعودية أن تكون المهيمنة على تزويد الصين بالنفط، إلا أنها الآن تقاتل من أجل الحفاظ على مكانتها، حيث أن التغييرات هي أكبر تهديد للصحة المستدامة لهذا الزواج.

حصص متساوية، كأي شكل آخر من أشكال الواسطة أو العلاقات، في وسيلة جذابة لتزيين العلاقات السعودية-الصينية، لكن الواقع الاقتصادي الصعب هو ما يقوّض هذه الروابط.

وإذا استغل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز زيارته الحالية للصين ليطلب من الأخيرة التوقف عن شراء خام النفط من روسيا، فسيجد سريعاً كم سيكون إيجابياً تزويج أرامكو للشركة الصينية وفقًا لوكالة بلومبيرغ.

حتى الآن، أكبر مصدر للنفط وأكبر مستورد للنفط هم حلفاء طبيعيون، لكن الطرفين سيكونان دائماً شرسين حين يتعلق الأمر بمصالحهما الوطنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com