كاتب سعودي يطالب بوظائف مؤقتة للشباب بمميزات الوظيفة الدائمة
كاتب سعودي يطالب بوظائف مؤقتة للشباب بمميزات الوظيفة الدائمةكاتب سعودي يطالب بوظائف مؤقتة للشباب بمميزات الوظيفة الدائمة

كاتب سعودي يطالب بوظائف مؤقتة للشباب بمميزات الوظيفة الدائمة

طالب كاتب سعودي بمنح فئة الشباب تحت سن الـ25، وظائف مؤقتة عوضًا عن الوظائف الدائمة، بهدف تحسين إنتاجية العمل وتعزيز فرص التنمية، اقتداءً بتجارب الدول المتقدمة.

وقال الكاتب الأكاديمي سعيد اليزيدي الحارثي في مقال نشرته صحيفة عكاظ السعودية الأحد: "إن الوظيفة المؤقتة هي الحلُّ الأمثل في الوقت الراهن، ومعظم دول العالم لا تمنح خريجيها وظيفة دائمة وهم لم يتجاوزوا سنَّ 25، بل تمنحهم وظيفة مؤقتة لكن بميزات الوظيفة الدائمة من تكلفة مالية وبدلات وخدمة، لكن بعقد يُجدد سنويًا وفقًا لإنتاجية العمل وما بذله من جهد يستحق التجديد أو عدم التجديد له".

لا وظيفة دائمة دون إثبات الكفاءة

اعتبر الكاتب في مقاله الذي جاء تحت عنوان "إنتاجية الوظيفة الدائمة والمؤقتة" أن الوظيفة المؤقتة هي الدافع وراء الإنتاجية المستمرة، واكتساب الخبرة وتطوير العمل والذات لكي يكون موظفًا منتجًا ومبدعًا، وبعد سنوات من إثبات كفاءته يتم تحويله إلى الوظيفة الدائمة التي يسعى لها.

ورأى الكاتب الحارثي أن هناك خللًا واضحًا في وقتنا الراهن في الخدمات المقدَّمة من معظم القطاعات الحكومية، نحن نتحدث عن مئات الخريجين والخريجات نجدهم يتنافسون على وظيفة شاغرة واحدة أو وظيفتين، وأحيانًا لا يتم اختيار الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وهنا تقع المشكلة ويتحمل القطاع والمجتمع سلبيات هذا الموظف لمدة ثلاثة عقود من الزمن على أقل تقدير.

وتساءل الكاتب بقوله: "لماذا لا يكون المعلم والطبيب والمهندس وعضو هيئة التدريس وغيرها من الوظائف، في جميع القطاعات على وظائف مؤقتة وله جميع امتيازات الوظيفة الدائمة وذلك لفترة عشر سنوات على الأقل، ويكون رئيسه في العمل هو المسؤول الأول عن تقييمه وتجديد عقده بناء على ما قدَّمه للمكان من خدمة وعمل متقن؟ من هنا نصنع جيلًا يعمل بكل جدٍ واجتهاد، ويبذل قصارى جهده ليكون متميزًا ومطلوبًا في القطاعات الأخرى من حيث التنافسية وبناء المستقبل".

وأشار الحارثي إلى تجارب الدول المتقدّمة، معتبرًا أن الوظيفة الدائمة تُمنح في البلدان المتقدّمة للقادة فقط، بعد اكتسابهم للخبرات المتراكمة من بوابة الوظيفة المؤقتة، ويكمّلون مسيرة العمل بنفس الوتيرة، لكن من خلال الإشراف والتدريب على جيل آخر يعمل على وظيفة مؤقتة شبه دائمة، لكن بمعايير وأداء قياس مختلفة يحددها المسؤول عنه مباشرة وليس الرفع لصاحب الصلاحية لكي يتخذ القرار.

سلبيات الوظيفة المؤقتة

بعد أن عدَّد الكاتب الحارثي إيجابيات الوظيفة المؤقتة، نوَّه في ختام مقاله إلى عدد من سلبياتها، ومنها احتمال اختيار المسؤول لموظفيه بناء على معايير بعيدة عن الكفاءة، كتوجه فكري أو انتماء معين، مشددًا على أن تطبيق نظام الوظيفة المؤقتة يحتاج إلى التجرد الكامل من كل المعايير ماعدا معيار الأداء، ويحتاج إلى منظومة عمل دقيقة ومؤشرات قياس عملية، تعكس الواقع والواجبات التي تقوم بها الجهة المقدمة للخدمة.

التفريط بالشباب

يأتي طرح الكاتب سعيد الحارثي بضرورة الوظائف المؤقتة لتعزيز التنمية، على الرغم من أن الكثير من المثقفين السعوديين عالجوا القضية من زوايا أخرى، إذ سبق أن أشار الكاتب السعودي محمد العصيمي، إلى حالة التفريط لكثير من مواهب الشبان والبنات وقدراتهم على الإنجاز والابتكار، مؤكدًا غيابهم عن المشهد التنموي العام.

في حين رأى آخرون ضرورة انخراط السعوديين في سوق العمل، ووقف استقدام العمالة الأجنبية، لبعض المهن، وفي هذا السياق تساءل الكاتب السعودي يوسف القبلان مستنكرًا بقوله: "هل فرص العمل في المكاتب السياحية والشركات والمستشفيات والمستوصفات والصيدليات، إضافة إلى الأعمال الحرفية والفنية في الميادين المختلفة، و خارج المملكة في المكاتب السعودية، غير مناسبة للسعوديين؟ ومن الذي قرر ذلك؟".

ويعترض سعوديون على الوظائف المؤقتة، مطالبين بتوفير وظائف دائمة، لما تشكله من أمان وظيفي تبعد عن الشباب شبح البطالة التي وصلت إلى نسبة مرتفعة بلغت حوالي 12%.

ولم تتمكن سلسلة من البرامج الحكومية المتتالية والكثيرة، من الحدّ من البطالة واحتوائها على الرغم من الدعم المقدّم من الجهات العليا، والميزانيات العالية المصاحبة لبرامج التوطين والسعودة.

وخلال الأعوام الماضية أطلقت وزارة العمل السعودية سلسلة من البرامج الرامية لإصلاح سوق العمل ورفع نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص، حيث عدَّلت نظام حصص التوظيف القائم في القطاع الخاص وفرضت غرامات على الشركات التي تُعيّن عددًا من الوافدين أكبر من عدد موظفيها السعوديين، في خطوة لتشجيع السعودة وإجبار الشركات على الالتزام بقوانين توطين الوظائف.

وتستمر الحكومة السعودية بإطلاق وعود لخفض نسبة البطالة وتوفير فرص العمل، إلا أن الكثير منها يبقى في إطار التصريحات الرسمية بعيدًا عن التطبيق العملي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com