زيارة محمد بن سلمان لواشنطن.. اختلاف الرأي لا يحجب قوة الشراكة
زيارة محمد بن سلمان لواشنطن.. اختلاف الرأي لا يحجب قوة الشراكةزيارة محمد بن سلمان لواشنطن.. اختلاف الرأي لا يحجب قوة الشراكة

زيارة محمد بن سلمان لواشنطن.. اختلاف الرأي لا يحجب قوة الشراكة

تحظى زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، باهتمام بالغ من قبل الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية، فهي تأتي في توقيت حساس وتتضمن الكثير من الملفات.

واجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع الأمير محمد بن سلمان، في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز على الصراعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحملة ضد تنظيم داعش.

وكان الأمير السعودي، شدد على حرص المملكة العربية السعودية في هذا الظرف على مجابهة المخاطر المحيطة بالمنطقة من إرهاب وصراعات، مؤكدا خلال لقاء جمعه، الخميس، بوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن واشنطن حليفة للرياض.

وقال الأمير محمد بن سلمان، "أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جدا، في منطقة نحن نعيش فيها اليوم مخاطر كثيرة جدا، سواء من عدم استقرار بعض الدول، أو التدخل في شؤون بعض الدول، أو الإرهاب".

وأضاف، "اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها لديهم دور مهم جدا لمجابهة هذه المخاطر، التي قد تؤثر على العالم بشكل عام، ونحن نعمل بجد لمجابهة هذه المشاكل".

وبدوره، أكد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أثناء مباحثاته مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على سبل تعزيز التعاون بين واشنطن والرياض، بهدف مكافحة التهديدات الإرهابية التي تعصف بالمنطقة، إضافة الى توسيع نطاق التنسيق بين قوات العمليات الخاصة.

وقال كارتر، "نناقش سبل تعزيز التعاون لمكافحة التهديدات الأمنية التي تواجهها المنطقة ودحر داعش وهزيمته كلياً إلى جانب بحث سبل حل الأزمة اليمنية ومواجهة النفوذ الإيراني، بالاضافة إلى مناقشة القدرات المشتركة بين البلدين بما في ذلك توسيع نطاق التنسيق بين قوات العمليات الخاصة".

خطة التحول

زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن، يغلب عليها الطابع الاقتصادي، إذ سيعرض تفاصيل الخطة السعودية الاقتصادية الجديدة على المستثمرين الأمريكيين، وعرض وجهة نظر بلاده على صناع القرار والسياسيين الأمريكيين على أن السعودية لا تدعم الإرهاب، ولا تريد رؤية المزيد منه حول العالم.

ووفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فقد اجتمع الأمير محمد بن سلمان في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين.

وجرى خلال الاجتماع بحث التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات المشتركة والسبل الكفيلة بتطويره، إلى جانب جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل.

كما عقد ولي ولي العهد عددًا من الاجتماعات الثنائية والموسعة مع رؤساء وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب في مختلف اللجان، إذ التقى الأمير محمد بن سلمان برؤساء وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة القضاء في مجلس النواب.

وجرى خلال اللقاءات، تبادل الآراء حول تطوير التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في عدد من الجوانب السياسية والأمنية.

زيارة في وقت حساس

وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس للعلاقات السعودية – الأمريكية، والتي وصفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"المعقدة"، وفقًا لما نشرته مجلة "الأطلسي" شهر مارس الماضي، كما وصل الأمير عقب يومين فقط من مقتل 50 شخصاً في حادث أورلاندو الشهير، في الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا أن الإرهابي منفذ العملية سافر إلى المملكة العربية السعودية مرتين، بالإضافة إلى المطالبات الأمريكية بنشر تقارير تدين السعودية في أحداث 11 سبتمبر، والسماح لأهالي الضحايا بمحاكمة المملكة دوليًا.

وقال ستيفن سيش، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج في واشنطن، والسفير السابق في اليمن، إن هذه القضايا تحتاج إلى التعامل مع الأمر من قبل السعودية بما يسمح بتقوية العلاقات الأمريكية.

وبالرغم من أن الزيارة تأتي بصورة فردية من قبل الأمير السعودي، إلا أنها تظل إشارة هامة للحفاظ على العلاقة بين البلدين تحت حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحسب ما قالته وكالة "بلومبرج"، لاسيما في ظل أكبر هزة اقتصادية تتعرض لها المملكة، والانتقال إلى خطة بديلة بعيدا عن النفط، عن طريق توفير إيرادات تبلغ 100 مليار دولار، بحلول عام 2020 دون الاعتماد على النفط.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن بروس ريدل من معهد "بروكينجز" الأمريكي، الذي قضى 30 عامًا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه"، وخدم في مجلس الأمن القومي، قوله إن العلاقات الأمريكية السعودية أفضل بكثير في الغالب مما يتصور.

وتحدث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، باعت للمملكة أسلحة في 7 سنوات بأكثر من 110 مليارات دولار، كما توجه أوباما للمملكة أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط، وأكد أن الاختلافات في الرأي لا تحجب قوة الشراكة بين البلدين.

حليف مهم

ومن جانبه، وصف السيناتور الجمهوري الشهير “ليندسي جراهام”، السعودية  بأنها حليف مهم، فهم ليسوا مثاليين ولا نحن، لكن عبر عن اعتقاده بأن ولي ولي العهد يُمثل مستقبلاً مشرقاً، وهناك حاجة للحفاظ على التحالف.

وذكرت مصادر مطلعة، أن المملكة ستعول على المستثمرين الأمريكيين للمساعدة في دعم جهودها لتنويع وإسراع نمو اقتصادها، الذي تبلغ قيمته 750 مليار دولار، إذ من المقرر أن يزور الأمير محمد بن سلمان مقر غرفة التجارة الأمريكية، حيث يلتقي برؤساء تنفيذيين لشركات دفاعية، اليوم الجمعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com