الجامعات الغربية تواجه تشدد المحافظين في السعودية
الجامعات الغربية تواجه تشدد المحافظين في السعوديةالجامعات الغربية تواجه تشدد المحافظين في السعودية

الجامعات الغربية تواجه تشدد المحافظين في السعودية

رافق افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في العام 2009 كثير من الجدل في السعودية بسبب كونها أول جامعة تبيح الاختلاط بين الجنسين في المملكة المحافظة، لكن السعوديين على موعد جديد مع جدل مماثل خلال الفترة القليلة المقبلة التي تستعد فيها وزارة التعليم لافتتاح فروع لجامعات غربية لأول مرة في تاريخ المملكة.

ومرجح أن يواجه التوجه الجديد لوزارة التعليم، ردود فعل غاضبة من تيار المحافظين السعوديين، الذين سيعتمدون على نفوذ رجال الدين القوي في دوائر القرار العليا في المملكة، لمنع إقرار هذا الأمر الذي يعتبرونه تهديداً للمجتمع وعاداته وتقاليده المستمدة من الشريعة الإسلامية التي قد لا تراعيها الجامعات الغربية.

ولتجنب مثل هذه المواجهة، تعتزم وزارة التعليم وضع ضوابط واشتراطات كثيرة لافتتاح فروع للجامعات الغربية، تلبي كل ما هو ممكن من مطالب تيار المحافظين، في محاولة للحصول على الموافقة التي ستصدر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وفيما عدا الاعتراضات التي سيبديها رجال الدين وأنصارهم الكثر في المملكة، فإن افتتاح فروع للجامعات العالمية لا يواجه أي عقبات أخرى في ظل رغبة قديمة ومستمرة لتلك الجامعات بدخول سوق التعليم الجامعي السعودي، والفوائد التعليمية والاقتصادية التي ستجنيها لمملكة من هذه الخطوة.

وقال وزير التعليم السعودي أحمد العيسى، الشهر الماضي، إن ملف افتتاح فروع للجامعات الأجنبية لا يزال تحت الدراسة، وأن هناك لجنة خاصة شكلت لدراسة هذا الموضوع وستقدم توصياتها قريباً لرفعها للمقام السامي، دون أن يحدد موعداً دقيقاً لصدور قرار الملك سلمان في الموضوع.

وتستضيف العاصمة السعودية الرياض في منتصف أبريل المقبل، معرضاً تعليمياً دولياً بعنوان "أحدث تجارب الاستثمار الدولية في التعليم"، وسط توقعات بصدور الموافقة على افتتاح فروع للجامعات العالمية في السعودية على هامش المعرض.

وقال مصدر في وزارة التعليم السعودية لشبكة "إرم نيوز" إن افتتاح فروع للجامعات العالمية في السعودية بات شبه مؤكد، وسيصدر قرار في هذا الشأن فور الانتهاء من التوصيات الكثيرة التي تعدها وزارة التعليم لضمان التزام تلك الجامعات بقوانين وعادات المجتمع السعودي.

وأضاف المصدر المطلع على عمل لجنة خاصة شكلتها الوزارة بهذا الشأن، أن هناك توجهاً عاماً يحظى بتأييد الحكومة لافتتاح فروع للجامعات العالمية في المملكة، وهو ما دفع الوزير العيسى لفتح الملف مجدداً بعد تأجيله عدة مرات في السنوات الماضية.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الوزارة ستشترط على الجامعات العالمية التي تريد افتتاح فروع لها في السعودية، إضافة مواد عن الثقافة الإسلامية واللغة العربية إلى مناهجها في الجامعة الأم، وأن تخضع أنظمة فروعها لعادات وتقاليد الدين الإسلامي، ولا تنافي الأنظمة التعليمية المعمول بها في السعودية، ويتم فصل أقسام الطلاب عن الطالبات.

ويقول عدد من المدونين السعوديين في ردودهم على المعارضين لافتتاح فروع للجامعات العالمية، في سجال بدء فعلياً منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، إن توفير الدراسة للطلاب والطالبات في فروع جامعات غربية داخل المملكة أفضل من ابتعاثهم للدراسة في تلك الجامعات خارج السعودية.

ومن المرجح أن يتزامن افتتاح فروع للجامعات العالمية في السعودية مع تعديل في برنامج ابتعاث الطلاب السعوديين للدراسة في تلك الجامعات في مراكزها الأم، لتوفير المبالغ المالية الطائلة التي تتكبدها الوزارة على الطلاب المبتعثين للدراسة على حساب الوزارة.

ويوجد في السعودية حالياً، 34 جامعة حكومية وأهلية، بينها عدد محدود يحظى بتصنيف عالمي، لكن هذا العدد سيرتفع كثيراً فيما لو صدرت موافقة الملك سلمان على اقتراح وزارة التعليم، خاصة مع وجود عشرات الطلبات من عدة جامعات أجنبية وعربية عدة لفتح فروع لها في المملكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com