السعودية تنجح في توحيد الدول الإسلامية لمواجهة الأطماع الإيرانية
السعودية تنجح في توحيد الدول الإسلامية لمواجهة الأطماع الإيرانيةالسعودية تنجح في توحيد الدول الإسلامية لمواجهة الأطماع الإيرانية

السعودية تنجح في توحيد الدول الإسلامية لمواجهة الأطماع الإيرانية

يقول مراقبون، إنه بعد خمس سنوات من أحداث الربيع العربي وما آلت إليه الأوضاع في المنطقة من توترات، فإن الدبلوماسية السعودية وضعت الدول الإسلامية في موقف الحزم، الذي تتبناه الرياض تجاه الأحداث في المنطقة، وقد نجحت في ذلك.

وكشف اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية، الذي عقد الخميس الماضي في مدينة جدة الساحلية، عن الغضب الكبير الذي أبدته الدول الإسلامية من الاعتداء الذي تعرضت له سفارة وقنصلية الرياض في طهران مطلع العام الجديد، عقب توتر العلاقة بين البلدين مع تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.

وكانت عدة دول عربية وإسلامية، قد حذت حذو الرياض التي قطعت علاقتها الدبلوماسية والتجارية مع طهران، عقب الاعتداء على سفارتها وقنصليتها في إيران، فاتخذت بعضها موقفاً مماثلاً، فيما خفضت أخرى من مستوى علاقتها بإيران، بينما دعت بعضها للتهدئة.

ولكن الصورة تغيرت عقب اجتماع جدة، الذي دعت إليه السعودية لبحث قضية الاعتداء على سفارتها وقنصليتها في إيران، إذا أعلنت كل الدول الإسلامية المشاركة في الاجتماع، عن موقف موحد يدين الاعتداء ويرفض تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

ووجدت إيران نفسها وحيدة في الاجتماع، ولم تقف معها أي دولة إسلامية في تحفظها على البيان الختامي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، رغم كل محاولاتها التنصل من حادثة الاعتداء وتراجعها عن تصريحاتها السابقة عقب إعدام النمر.

وقال دبلوماسي خليجي سابق، لشبكة إرم الإخبارية، إن الدول العربية والإسلامية، تدرك أنها ستجد نفسها وحيدةً إزاء أي تهديد خارجي يبدو أنه لا يستثني أحداً، في ظل تطور الصراعات في المنطقة على عدة جبهات، لذلك وجدت في موقف السعودية الحازم والمبادر تطابقاً مع مصالحها السياسية والأمنية.

وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن دولا فقيرة وبعيدة عن المنطقة اليوم، تبدي موقفاً تضامنياً مع السعودية قد يفوق موقف الرياض ذاته، لأن قادتها يدركون الانقسام الذي تعيشه المنطقة إلى محورين تقف السعودية في واحد منه وتقف طهران في الجانب الآخر.

وأوضح، أن غالبية الدول العربية والإسلامية، اختارت الوقوف في جانب الرياض، التي تتصرف منذ نحو عام كقوة إقليمية مسؤولة تخوض حرباً في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وتدعم المعارضة السورية وتفاوض وتضغط في أكثر من ملف سياسي إقليمي.

ولا يبدو موقف حلفاء الرياض التقليديين، كدول الخليج وعلى رأسها الإمارات والكويت والبحرين، جديداً في ظل العلاقة القوية التي تربط تلك الدول، وترى أن مصيرها ومصالحها مشتركة، إلا أن الأمر يبدو جديداً بالنسبة لدول أخرى.

ورغم العلاقة القوية التي تربط السعودية بدول مثل مصر والسودان وباكستان وتركيا وحتى جزر القمر الفقيرة والبعيدة، فإن تلك الدول تبدو اليوم داعما بلا حدود لسياسة الرياض في جميع القضايا الإقليمية التي تديرها.

ويقول مراقبون، إن الدعم الذي تلقته السعودية في اجتماع جدة الأخير، هو أول ثمرة تجنيها الرياض لإنشاء التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلنت عنه في 14 ديسمبر/كانون الأول 2015 والذي يضم 34 دولة إسلامية.

وأشارت كثير من التقارير السياسية الغربية في الآونة الأخيرة، إلى المكانة الجديدة للسعودية، والتي تحظى بدعم غالبية الدول العربية والإسلامية، التي لم تعد تنظر للمملكة اليوم كقبلة العالم الإسلامي الدينية فقط، بل أيضاً كشريك مهم في ضمان الأمن العربي والإسلامي.

ويرى المراقبون أن الدعم العربي والإسلامي، الذي يتزايد حول الرياض، سيدفعها للمضي قدماً في سياستها الحالية التي  تعمل عليها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وضمان أمنها وأمن حلفائها، لتعويض تردد الولايات المتحدة والغرب في التدخل المباشر، وتركهم الحبل على القارب للمنافس القديم للرياض، طهران.

 وتعتمد السعودية اليوم بالفعل على دعم حلفائها في تحقيق أهداف سياسة المبادرة التي تتبعها، فبينما تتكفل قوة عسكرية إماراتية كبيرة بجانب كبير من الحرب على جماعة الحوثيين في اليمن، تساهم دول أخرى مثل مصر وتركيا وباكستان والسودان، السعودية في ملفات إقليمية أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com