المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين خلال محادثات مع نجيب ميقاتي
المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين خلال محادثات مع نجيب ميقاتيرويترز

بعد زيارة هوكشتاين إلى لبنان.. ما فرص وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟

يتواصل القصف المتبادل بشكل شبه يومي بين إسرائيل وميليشيا حزب الله منذ ما يقارب خمسة أشهر؛ ما يترك باب الاحتمالات مفتوحًا على مآلات شتى، أخطرها تطور هذه المواجهات إلى حرب شاملة ستكون آثارها غير محمودة على لبنان.

وجاءت زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان أمس في سياق مساع دولية لتسويةٍ تنهي التصعيد بين الجانبين، إذْ أكد المبعوث الأمريكي أن الحل الدبلوماسي هو " المخرج الوحيد لإنهاء العمليات العدائية الحالية"، فما هي فرص وقف التصعيد اليوم؟، وما احتمالات تطور الاشتباكات إلى حرب؟.

الفرصة الأخيرة

يرى المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أن زيارة المبعوث الأمريكي آخر فرصة لفكرة تطبيق الحل الدبلوماسي، فإسرائيل بدأت باحتواء مستوى الحرب في غزة من حرب شاملة لتصبح أقرب لـ "العمليات الجراحية المحددة".

وأكد السبايلة في حديث لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل تستعد بشكل كبير لجبهة جنوب لبنان وتؤسس منذ أشهر لفكرة استهداف لبنان، عبر استهداف عناصر الحزب، وضرب الشريط الحدودي والقرى في جنوب لبنان، لإجبار الحزب على العودة خلف نهر الليطاني.

وأوضح السبايلة أن الحرب في لبنان ستكون مختلفة، إذ ستضرب إسرائيل البنية التحتية للحزب، وهي تؤسس بالفعل لسيناريو الاجتياح عبر ضرب القرى في الجنوب واستهدافها، مؤكدًا أن إسرائيل غير معنية بالتواجد العسكري طويل الأمد، وستسعى في حال اجتياحها للبنان إلى تحويل اليونيفيل من مراقب للسلام إلى فارض للسلام.

كما أكد السبايلة أن الحل الدبلوماسي من الصعب تحقيقه، فحزب الله مرتهن لإيران، ويسعى للحفاظ على أقل مستوى من الاشتباك، لأنه يدرك مخاطر الحرب الشاملة ونموذج غزة اليوم ماثل أمامه.

وأشار المتحدث إلى أن الحزب اليوم ليس كما كان عام 2006، فهو في أضعف حالاته بعد استنزاف دام لسنوات، فضلًا عن ما يعانيه من مشاكل داخلية واقتصادية، إضافة إلى فقدانه الحاضنة الشعبية.

وشدد السبايلة أن إسرائيل لا تؤمن بالحل الدبلوماسي، فالنظرية الإسرائيلية تغيرت بعد السابع من أكتوبر، وأصبحت تل أبيب لا تؤمن بالحلول المؤقتة وتبحث عن تأمين طويل المدى، فحزب الله المسلح القادر على توجيه ضربات لها يمثل اليوم مشكلة محورية لإسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

وحول حجم الضغوطات داخل لبنان ودورها في هذا الإطار، قال السبايلة إن ذلك ممكن من خلال صفقة سياسية تتضمن تعيين حليف حزب الله رئيسًا للجهورية، ولكن الحزب محكوم بالموقف الإيراني في إطار أي تفاهمات داخلية.

إسرائيل جادة

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الولايات المتحدة لا ترغب بتصعيد على جبهة جنوب لبنان، وهذا معاكس لرغبة إسرائيل بإضعاف حزب الله، التي جعلتها تتجاوز قواعد الاشتباك وتضرب بعنف قيادات وعناصر حزب الله.

وأضاف الحوارات في حديث لـ "إرم نيوز" أن المطالب الإسرائيلية بعودة الحزب إلى شمال نهر الليطاني، وتواجد الجيش اللبناني، إذا تم تنفيذها ستشكل هزيمة لميليشيا حزب الله، وانتصارًا لإسرائيل.

وأكد الحوارات، أن إسرائيل تعمل الآن على إيجاد حزام أمني خال من السكان، عبر عملية تدمير البيوت في جنوب لبنان، وإضعاف فرصة عودة المدنيين ومقاتلي الحزب.

وأشار الحوارات إلى أن الولايات المتحدة تريد تطبيق القرار 1701، وتنفيذ هدنة مع الحزب غير مرتبطة بهدنة غزة المتوقعة، كي لا يعود الحزب لمشاغله إسرائيل مرة أخرى.

كما أكد الحوارات أنه لا يوجد اقتراح يرضي جميع الأطراف، إلا إذا ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل.

وحول فرص التصعيد، قال الحوارات إنها قائمة بقوة، فهناك تصميم وجدية إسرائيلية في هذا الإطار، رغم التزام الحزب بقواعد الاشتباك، مضيفًا أن الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران، وقد نجحت في العراق وأجزاء من سوريا، ولكن لبنان حالة أكثر تعقيدًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com