الزلزال ينشّط جهود الانفتاح العربي على دمشق

الزلزال ينشّط جهود الانفتاح العربي على دمشق

لم يمهل الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا، الدول العربية الكثير من الوقت للتفكير في كيفية الاستجابة لمتطلبات هذه الكارثة الإنسانية، فسارعت إلى إغاثة السوريين سواء في المناطق الخاضعة للحكومة السورية، أو تلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

هذا التحرك الإنساني العربي العاجل، رافقه انفتاح دبلوماسي وسياسي على دمشق عبر ما عرف بـ"دبلوماسية الكوارث"، بعد سنوات من القطيعة فرضتها ظروف الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011 وأخرجت سوريا من جامعة الدول العربية.

"بدأ يتشكل في العالم العربي إجماع على أنه لا جدوى من عزل سوريا"، وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما"
وزير الخارجية السعودي

وبدا لافتا أن الحكومات العربية لم تأبه في انفتاحها على دمشق للعقوبات الغربية ولمواقف الغرب الرافضة، والتي استمرت في تحفظها، مع استثناءات قليلة، حيال التعاطي مع دمشق، رسميا، رغم المحنة الإنسانية القاسية.

وأحد أبرز المواقف العربية، هو موقف الرياض، إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، خلال جلسة حوارية ضمن مؤتمر ميونخ للأمن، إن "إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا"، وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما" حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين.

ويمثل تصريح وزير الخارجية السعودي تغييرا واضحا في موقف الرياض.

تسعى دول عربية عدة، إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وذلك لا يتحقق إلا من خلال عودة العلاقات مع دمشق، وعودة سوريا إلى "حضنها" العربي
أخبار ذات صلة
سر لف الناجين من زلزال سوريا وتركيا بـ"بطانيات الألومنيوم"

ومن المرجح أن يكون لموقف الرياض هذا صدى واسع، لما تمثله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي على المستوى العربي والعالمي.

وكانت الرياض أرسلت، قبل التصريح الأخير، طائرات محملة بالمساعدات لمناطق منكوبة تسيطر عليها الحكومة السورية في إطار جهود الإغاثة من الزلزال بعد أن أرسلت مساعدات في البداية لشمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، وهو ما اعتبر موشراً على تغيير منتظر في الموقف السعودي بخصوص الانفتاح على دمشق.

وسبق التحرك السعودي، الإنساني والسياسي، تحرك مصري مماثل، إذ تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفيا غير مسبوق من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، علماً أن مصر أيضا تمثل قطبا عربيا مؤثرا في العلاقات العربية-العربية.

وشكلت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لدمشق، لأول مرة منذ سنوات، خرقا لسياسة القطيعة الرسمية مع دمشق التي باتت زيارات المسؤولين العرب إليها نادرة أو معدومة منذ بدء الأزمة قبل أكثر من 11 عاماً.

كما قام وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بزيارة ثالثة لسوريا، وكانت زيارته الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني2021.

الحكومة السورية، من جانبها، رحبت بالجهود العربية في الإغاثة والمساعدات، ووجه الرئيس السوري في خطاب الشكر لـ"الأشقاء العرب والأصدقاء" على ما قدموه لبلاده في كارثة الزلزال، دون أن يحدد دولاً بعينها، كما تجاهل الإشارة إلى إيران وروسيا، الحليفين اللذين اعتاد على  ذكر اسميهما في غالبية خطاباته.

وتجدرالإشارة هنا إلى أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني زار حلب بعد الزلزال قبل أي مسؤول سوري، في مؤشر على متانة العلاقة بين دمشق وطهران رغم المحاولات العربية لإضعاف هذا التحالف المتواصل منذ حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ومن المنتظر، قيام الأسد، في إطار تسريع التطبيع العربي، بزيارات نادرة منذ بدء الأزمة السورية، إلى بلدان عربية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com