"شيطنة المستوطنين".. مناورة للجيش الإسرائيلي تثير أزمة داخلية
أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة غير مسبوقة، لمحاكاة التصدي لعنف المستوطنين، بحضور قائد الجبهة المركزية اللواء يهودا فوكس؛ ما أثار عاصفة سياسية حادة، واتهامات للجيش بـ "شيطنة المستوطنين".
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، شملت السيناريوهات التي شهدها التدريب مواجهة مستوطنين أشعلوا سيارات في إحدى البلدات العربية، في إطار اضطرابات حدثت حين قُتِلَت طفلة إسرائيلية، فقام مستوطنون باختطاف فلسطيني وفروا به هاربين وتحصنوا داخل مستوطنة.
هذا السيناريو المفترض، الذي تحدث عنه موقع "واللا" وغيره، دفع قوات كبرى لدخول المستوطنة المفترضة، بالتعاون مع عناصر وحدة "دوفدفان" المستعربة، وكذلك قوات ميدانية تتبع ذراع العمليات بـ "الشاباك".
وأثارت المناورة التي أجريت، مساء أمس الاثنين، أزمة حادة بين الجيش والمستوى السياسي؛ إذ أشار وزراء ونواب إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها الجيش المستوطنين كعدو.
وكشف موقع "واللا" أن الكثير من الجنود رفضوا المشاركة في المناورة، التي اشتملت على "تنكر" جنود في هيئة مستوطنين، ومن ثم قيام القوات بالتعامل مع اختطافهم لفلسطيني، ونقله إلى داخل إحدى المستوطنات، ومن ثم تحريره.
وفي مقابل تلك المناورة أجريت عمليات تدريبية أخرى لمحاكاة اختطاف جندي إسرائيلي بالضفة الغربية بواسطة فلسطينيين، ومواجهة هجوم كبير شمل إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة ومحاولة ارتكاب قتل جماعي، وهو ما يعتبره الجيش تدريبا للتصدي لهجوم مماثل للهجوم على غلاف غزة.
وذكر الموقع، أن منتقدي المناورة قالوا، إنه لم يكن من اللائق محاكاة سيناريو يكون فيه المستوطنون هم العدو، فيما أصدر الجيش بيانًا جاء فيه، أن التدريب أجري في إطار مناورات شاملة لرفع درجة الاستعداد وتحسين الكفاءة القتالية، للحفاظ على أمن المستوطنين، وأن المناورات في المجمل شملت أكثر من 100 سيناريو مختلف.
ونقل الموقع عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أن التقارير عن محاكاة اختطاف عربي بواسطة مستوطنين "تعد تزييفا للواقع وجنونا مكتملا، في وقت لدينا فيه 136 مخطوفا إسرائيليا في الأسر، لقد أمر قائد المنطقة الوسطى ببدء مناورة محورها إباحة إراقة دماء وشيطنة المستوطنين"، على حد قوله.
وشنَّت عضوة الكنيست ليمور هار ميليخ هجومًا على الجيش، وقالت إنه "يُطبِّع التلفظ بتصريحات معادية للمستوطنين، والآن يضعهم كهدف معاد ويظهرهم كخاطفين للعرب".
صحيفة "معاريف" نقلت عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أن "هناك في قيادة الجبهة المركزية من فقد صوابه، للأسف ليست هذه هي المرة الأولى. إن إظهار المستوطنين كعدو في وقت يلتحق فيه الكثير منهم بالخدمة هو سوء تصرف، ولا يمكن أن يستمر المسؤول عن هذه المناورة في منصبه".
