جزائريون خلال وقفة احتجاجية
جزائريون خلال وقفة احتجاجيةأ ف ب

غموض حول مرشحي الرئاسة في الجزائر ودعوات لإحياء النقاش الحر

أجبر تراجع دور الأحزاب السياسية في الجزائر، خلال الانتخابات التي جرت في السنوات الأخيرة، تلك الأحزاب، على استباق الانتخابات الرئاسية المقبلة بدعوة السلطات لفتح نقاش سياسي حر يضمن عدم مقاطعة الشارع لها في الانتخابات.

وتعالت أخيراً أصوات الطبقة السياسية في البلاد، للمطالبة بفتح الساحة الجزائرية للنقاش، بعدما وجدت تلك الطبقة نفسها متهمة بالإعلان عن نفسها خلال الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية فقط، وهو ما وضعها في موقف محرج على مستوى القواعد الشعبية.

وجدّد حزب "طلائع الحريات" المعارض، في بيان له، دعوته إلى "فتح حوار شامل جاد، دون إقصاء، مع كل الطبقات السياسية والقوى الحية للأمة، للتوافق على الإصلاحات السياسية والاقتصادية".

وطالب السلطة وفق البيان "بتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالجزائر، وكذا التكفل بالتحديات الكبرى المفروضة علينا".

تكريس الحريات السياسية

ويتناغم هذا الطلب مع دعوات حزبية أخرى لحركة "مجتمع السلم" و"البناء الوطني" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية". 

وشدّد عبد العالي حساني الشريف رئيس حركة "مجتمع السلم" الإسلامي، خلال الملتقى الوطني لرؤساء المكاتب الولائية، على أن "الدخول في سنة انتخابية يقتضي تكريسًا واسعًا للحريات، وحرية الممارسة السياسية والإعلامية".

وحثّ الحساني على ضرورة "تكريس المطالب السياسية الصادرة من طرف الأحزاب الجادة، على غرار فتح نقاش عام حول مختلف التحديات والرهانات والآفاق ومجال الحريات".

تعزيز الاصطفاف الوطني

من جهتها، طالبت حركة "البناء الوطني"، التي تشارك ضمن الحكومة، بالتحضير المبكر للانتخابات الرئاسية، وذلك عبر "تعميق الحوار الوطني، لتعزيز الاصطفاف الوطني المطلوب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتمتين الجبهة الداخلية، وتوحيد الجهد الوطني لحماية مكسب الأمن والسيادة".

أما حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية التقدمي" فقد عقد مجلسه الوطني يوم الجمعة، وفتح نقاشا حول الانتخابات الرئاسية وبحث الوضعية السياسية العامة في البلاد.

أسباب ركود المشهد السياسي

من جانبه، أكد رئيس حزب "جيل جديد" الجزائري جيلالي سفيان، في تصريح لـ "إرم نيوز" ركود المشهد السياسي في البلاد لعدة اعتبارات منها ما يتعلق بعدم اتضاح الرؤية بالنسبة لانتخابات الرئاسة.

وكان يشير المتحدث بشكل غير مباشر إلى الغموض السائد بالنسبة للمترشحين المفترضين قبل نحو عشرة أشهر من انطلاق السباق الرئاسي. وكغيره يدعو جيلالي سفيان إلى فتح نقاشات خصوصا على مستوى الإعلام.

وفسّر المحلل السياسي الجزائري سعيد علاقي، حالة النفور العامة في البلاد من التفاعل مع الأحزاب إلى دورها السلبي خلال المواعيد الانتخابية، وغيابهم عن النقاش الجدي حينما يتعلق الأمر بشؤون المواطنين المباشرة.

واعتبر علاقي أن "الشارع وجّه للأحزاب أكبر عقاب جماعي في الحراك الشعبي والانتخابات، التي تصدّر فيها المترشحون الأحرار النتائج في مقابل نتائج مخيبة للتشكيلات السياسية التقليدية".

وقال علاقي لـ "ارم نيوز"، إن "العديد من الأحزاب، حاولت إنعاش نفسها، بتجديد قياداتها بقصد إعطاء نفس جديد للممارسة السياسية، وضمان حضورها السياسي، تلافياً لما حدث مع تيارات أخرى لم يعد لها وجود، وجرى حلها بأمر من وزارة الداخلية".

وكان أعضاء في البرلمان الجزائري يمثلون مختلف الأطياف الحزبية، قد طالبوا الرئيس عبد المجيد تبون بالترشح لفترة رئاسة ثانية، وفقاً لما ذكره بعض النواب. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com