دبابة إسرائيلية في قطاع غزة
دبابة إسرائيلية في قطاع غزةأ ف ب

ضوء أخضر أمريكي لاجتياح رفح.. هل ضللت واشنطن الرأي العام العالمي؟

قال محللون، إن الولايات المتحدة منحت إسرائيل ضوءا أخضرا لاجتياح رفح، رغم التحذيرات السابقة التي أطلقتها من تبعات هذه العملية، معتبرين أن واشنطن ضللت العالم.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبية قد حذرت إسرائيل مرارا لثنيها عن قرار اجتياح رفح وإعلان عملية عسكرية فيها دون تقديم خطة واضحة ومفصلة لإجلاء المدنيين.

وبرغم أن إسرائيل لم تقدم أي خطة تذكر لإجلاء المدنيين، فإنها أعلنت بدء عملية عسكرية على رفح استخدمت فيها القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين في استمرار واضح للإبادة الجماعية، وتحد صارخ للإرادة الدولية، وفقا للمحللين.

أصبحت إسرائيل تعمل في رفح بضوء أخضر أمريكي كامل
تيسير المغربي، خبير في الشأن السياسي الدولي

الخبير في الشأن السياسي الدولي الدكتور تيسير المغربي قال، إن واشنطن لم تعد تعارض عملية عسكرية واسعة في رفح، بعد أن قدّمت إسرائيل أدلة للمبعوث الأمريكي جاك سويليفان، أمس، ادّعت فيها مراعاتها للمتطلبات الإنسانية.

وأضاف المغربي في حديث لـ "إرم نيوز"، أنه مع نزوح ما يقارب 1.5 مليون مواطن من رفح، دخل الليلة الماضية اللواء الخامس من "ناحال" (من قوات النخبة الإسرائيلية) إلى رفح وأصبح فيها الآن 5 ألوية، مع تقدم الدبابات إلى وسط المدينة.

وتابع: أصبحت إسرائيل تعمل في رفح بضوء أخضر أمريكي كامل، بعد أن ضللت الدول التي أبدت معارضتها وممانعتها للهجوم على رفح.

وقال الخبير السياسي، إن واشنطن "استخدمت سياسة الباب الموارب التي تظهر رفضها ومعارضتها الظاهرة لكنها تركت للجيش الإسرائيلي فتحة ليمر منها، حتى اتسعت هذه الفتحة، وفتح الآن الباب كاملا لتمارس إسرائيل في رفح جرائمها في القتل وارتكاب المجازر".

وأوضح المغربي أن الولايات المتحدة كانت تمانع ظاهريًا فقط لاستيعاب الضغط الشعبي الأمريكي وكذلك ارتفاع موجة الاحتجاجات في الجامعة الأمريكية، أما في الواقع فهي داعمة لكل السياسات الإسرائيلية في الحرب على غزة.

وبيّن "يظهر ذلك جليًا من خلال حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن إحدى جلسات الكابينيت الذي كان ينفذ عمليات الإبادة الجماعية تحت ناظريه وهو يدعم ويبارك ذلك، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي غير المحدود ماليًا وعسكريًا لإسرائيل من أجل الاستمرار في ارتكاب المجازر".

نتنياهو وبايدن غير مختلفين في الأسلوب ولكنهما مختلفان في التوقيت
عصمت منصور، باحث في الشأن السياسي الإسرائيلي

من جهته قال الباحث في الشأن السياسي الإسرائيلي عصمت منصور، إن الخلاف بين نتنياهو وبايدن لا يمكن أن يصل إلى حد معارضة أهداف الحرب العسكرية على غزة ولا حتى الاقتراب منها.

وأضاف منصور في حديث لـ "إرم نيوز" أن نتنياهو وبايدن غير مختلفين في الأسلوب ولكنهما مختلفان في التوقيت، فبينما يريد نتنياهو أن يقوم بفعل كل شيء سريعًا، يحاول بايدن أن يكبح جماحه لا سيما في العمليات العسكرية الكبرى.

وتابع: يستخدم نتنياهو أعضاء حكومته، الوزيرين بن غفير وسموتريتش، في التصدي لتصريحات بايدن التي يحاول المساس فيها بسياسات نتنياهو والتي يظهر فيها بايدن رافضا للحرب على غزة، مطالبًا بوقف ارتكاب المجازر وقتل المدنيين، فيرد بن غفير وسموتريتش اللذان يرفضان أي تدخل حتى لو كان أمريكيا في ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية.

ولفت المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن الضوء الأخضر الأمريكي الذي ظهرت فيه الولايات المتحدة بأنها خدعت الاتحاد الأوروبي قوبل باعتراف ثلاث دول أوروبية وهي: النرويج، وإيرلندا، وإسبانيا بفلسطين ردًا على الصلف الإسرائيلي والخديعة الأمريكية.

أخبار ذات صلة
هل تستغل إسرائيل انشغال العالم بمقتل "رئيسي" لـ"اجتياح" رفح؟

وأوضح منصور أن ذلك يظهر من خلال تصريحات البيت الأبيض الممتعضة من هذا الإجراء الذي وصفته بـ "أحادي الجانب" كونه لم يأت بتوافق فلسطيني إسرائيلي، فيما اعتبرته الدول الأوروبية خطوة للأمام من أجل إلزام إسرائيل بالشرعية الدولية وإعطاء الفلسطينيين أملا في عملية السلام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com