زعمت مليشيات الحوثي، الأحد، تعرّض أحد مواقعها في محافظة الحديدة، المطلّة على مياه البحر الأحمر، غربي اليمن، لاستهداف "أمريكي بريطاني"، وسط نفي مصادر محلية متطابقة ومسؤول عسكري أمريكي.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عن مراسلها في الحديدة، أن الضربة استهدفت "جبل جدع" بمديرية اللحية، شمالي محافظة الحديدة، دون الإشارة إلى تفاصيل إضافية حول ما إذا كانت الغارة جوية أم بحرية.
في المقابل، نفت 3 مصادر محلية بمحافظة الحديدة، في تصريحات أدلت بها لـ "إرم نيوز"، وقوع أي ضربات عسكرية في مناطق المحافظة الغربية، منذ ليلة الخميس/ فجر الجمعة، التي شهدت أول هجوم أمريكي – بريطاني، على مواقع الحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن.
وأشار أحد المصادر، إلى ارتفاع وتيرة تحليق طائرات استطلاع – تعتقد المصادر أنها أمريكية - الأحد، في سماء عدة مناطق من محافظة الحديدة، وهو ما قال إنه دفع الحوثيين إلى محاولة إسقاط بعضها عبر صواريخ "أرض – جو".
من جانبه، قال مصدر محلي آخر، إن هناك أصوات انفجارات يسُمع دويّها في عدة مناطق من المحافظة بين الحين والآخر، لكنها تختلف كثيرًا عن أصوات الضربات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قبل أيام، ومن الوارد أن تكون نتيجة ضربات صاروخية يطلقها الحوثيون باتجاه البحر الأحمر.
ويقف "جبل جدع" الذي زعم الحوثيون استهدافه، وحيدًا في وسط مناطق غير مأهولة وواسعة الانبساط، في أقصى الأجزاء الشمالية من محافظة الحديدة، ما قد يجعله موقعًا مناسبًا لإطلاق الصواريخ نحو مدينة "إيلات" الإسرائيلية، التي يبعد عنها بمسافة تقدّر بنحو 1750 كيلو مترا.
ويسيطر الحوثيون على مناطق أخرى من محافظة حجة، أقصى شمال البلاد، على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي تعدّ أكثر المناطق اليمنية قربًا لإسرائيل، من "جبل جدع" في الحديدة.
وبحسب الخبير العسكري، العقيد وضاح العوبلي، فإن الجبل الذي قال إنه "قُصف الليلة"، يقع شرق طريق أسفلتي يربط منطقة "جبل الملح" بمديرية اللحية، على بعد مسافة 7 كيلومترات من سواحل البحر الأحمر.
وأشار في منشور على منصة "إكس"، إلى أن جبل جدع بارز، ويمثل "ساترا طبيعيا حصينا ذا تضاريس وتعرجات وأخاديد مناسبة لاتخاذه موقعاً عسكرياً لتمركز المدفعية والمنصات الخاصة بالدفاع الساحلي".
لكن في المقابل، نقلت وكالة "فرانس برس" فجر الاثنين، نفيًا عن مسؤول عسكري أمريكي، رفض الكشف عن اسمه. مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية أو التحالف، "لم ينفذ الأحد أي ضربة".
وتساءل المحلل السياسي، خالد سلمان، عن هوية من يقصف الحوثيين، في ظل نفي أمريكا تنفيذ أي عمليات عسكرية الأحد على مواقع للحوثيين في البلاد.
وقال في منشور على منصة "إكس"، إن الحوثيين لا يستطيعون الاعتراف بأن اليمن "أصبح ساحة مواجهات وحروب متعددة معلنة وخفية، أما ما لا يجرؤن قوله إن إسرائيل تخترق الأجواء بالطول والعرض وتضرب في العمق، وأن الحوثي أعجز عن مكاشفة قواعده ناهيك عن الرد..".