قائد كتيبة البراء بن مالك يتوسط عناصر من الجيش السوداني
قائد كتيبة البراء بن مالك يتوسط عناصر من الجيش السودانيفيسبوك

تلاحقها الاتهامات.. ما سرُّ العلاقة بين كتيبة "البراء بن مالك" والجيش السوداني؟

لم تُولد كتيبة "البراء بن مالك" السودانية من رحم الحرب التي اندلعت، في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، لكن اسمها برز خلال الأحداث بقوة، بعد أن لاحقتها الكثير من الاتهامات، إلى جانب خطورة دورها فيما تعيشه البلاد.

وأبرز هذه الاتهامات هي ارتكابها لفظاعات خلال قتالها مع الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع، واتهامها كذلك بأن لها دورًا في إشعال هذه الحرب الضروس والتي أدخلت البلاد في نفق مجهول لصالح أجندات خفية، وفق مراقبين.

وبالتزامن مع دوي أزيز الرصاص في البلاد، تعالت الأصوات التي تتحدث عن سر العلاقة بين هذه الكتيبة والجيش السوداني، الذي حاول قائده عبد الفتاح البرهان، التنصل منها بإعلان عدم موافقته على تصرفاتها التي أثارت قلقًا داخليًا وخارجيًا.

أخبار ذات صلة
وسط تقارير عن انتهاكات لقواته.. البرهان يقيل وزير الخارجية السوداني

وتعود خطورة هذه العلاقة إلى الخلفية التي جاءت منها "كتيبة البراء" والتي تتمتع بنفوذ كبير في البلاد، إلى جانب إعدادها وتسليحها القويين.

وتشير تقارير إلى أنها تضم أكثر من 20 ألف مقاتل غالبيتهم من الشباب أقل من 35 عامًا، فيما تشير تقارير أخرى إلى أعداد أقل.

وُلدت الكتيبة من رحم الحركة الإسلامية (إخوان السودان) والتي كانت مرجعية النظام المخلوع ورئيسه عمر البشير.

وبدأت فعاليتها في تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي التي خاضت حروب البشير ضد معارضيه والحركات المتمردة.

وتسببت هذه الحروب بجرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية، قتل خلالها مئات الآلاف من السودانيين ودفعت محكمة الجنايات الدولية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق البشير وبآخرين من رموز نظامه.

ويوم الإثنين الماضي، اعتبر البرهان في تصريحات نشرتها وسائل إعلام سودانية أن تصرفات "كتيبة البراء" جعلت الكثير من الدول تدير ظهرها لبلاده.

ونقلت صحيفة "السوداني" عن البرهان، قوله: "ناس البراء عاوزين يقاتلوا معنا أحبابهم، لكن تصرفاتهم ومنهجهم الماشين بيه ده ما بنوافق عليه".

أخبار ذات صلة
بعد عام من الحرب.. الأزمة الإنسانية تتفاقم في السودان

"داعشيون"

تتهم منظمات حقوقية سودانية إلى جانب قوات الدعم السريع، "كتيبة البراء" بارتكاب فظائع خلال الحرب، أبرزها استجرار ممارسات تنظيم داعش المتشدد إلى السودان.

ووفق تقارير سودانية، فإن أعدادًا من مقاتلين الكتيبة سبق أن حاربوا في الصومال وليبيا مع الجماعات المتشددة، لا سيما تنظيم داعش، مشيرة إلى أن عناصرها هم المسؤولون عن عمليات قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث خلال الأحداث التي تشهدها السودان.

يرأس الكتيبة شخص يدعى "المصباح أبو زيد"، مع العلم أنه أُصيب، في أغسطس/آب الماضي، خلال معارك سلاح المدرعات في الخرطوم مع قوات الدعم السريع.

وكان لافتًا أن البرهان عاده في مستشفى الشرطة بمدينة عطبرة الواقعة شمال الخرطوم، وهو ما أثار التساؤلات حول العلاقة بين الطرفين وغاياتها.

وكانت الحركة الحركة الإسلامية السودانية أعلنت فور اندلاع الحرب، تأييدها للجيش السوداني، وانخرطت كتائبها العسكرية في القتال ضد قوات الدعم السريع، أبرزها كتيبة البراء بن مالك التي كانت تتبع سابقًا لجهاز أمنها السري المعروف باسم "الأمن الشعبي".

وألقى هذا الدعم الكبير من قبل إسلاميي السودان للجيش، مخاوف من مدى سيطرة "الإخوان" على قرار المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد، ودفعها نحو استمرار الحرب وعدم القبول بالسلام بغض النظر عن فاتورتها من الضحايا والمآسي، لهدف وحيد هو "السلطة".

وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي" قال في تصريحات سابقة لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بعد اندلاع الحرب، إن "البرهان منحاز للإخوان المسلمين الساعين إلى استعادة السلطة وتشكيل ديكتاتورية على غرار فترة حكم البشر"، وهو ما ينفيه قائد الجيش.

وأضاف دقلو آنذاك أن "البرهان وعصابته من الإسلاميين وصلوا إلى السلطة وهم غير مستعدين للتخلي عنها".

وسبق ذلك إعلان قوات الدعم السريع أن تحركها ذلك اليوم، جاء لإحباط انقلاب فلول النظام السابق وعناصر الإخوان المسلمين داخل الجيش بمعرفة البرهان الذي راوغ في تسليم السلطة إلى المدنيين.   

وأسفرت الحرب التي دخلت عامها الثاني، عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين شخص، موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار، إلى جانب خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلد الذي مزقته الصراعات والحروب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com