بعد استعراضها العسكري المثير للجدل.. من هي الجماعة الإسلامية في لبنان؟

برز اسم "الجماعة الإسلامية" في لبنان، خلال التصعيد بين ميليشيات حزب الله وإسرائيل بعد اندلاع الحرب في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ كان لها دور في تلك الأحداث على الجبهة اللبنانية.

وشنت "الجماعة الإسلامية" هجمات على إسرائيل، وقضى عدد من أعضائها في غارات إسرائيلية، كان آخرها مقتل عنصرين إثر ضربة بطائرة مسيرة على البقاع الشرقي قبل أيام.

وشكل الاستعراض العسكري الذي قامت به الجماعة خلال تشييعها لهذين القتيلين في بلدة ببنين بقضاء عكار شمال البلاد قبل يومين، ردود فعل غاضبة وتساؤلات حول أصل الجماعة.

وكان الإطلاق العشوائي للنار خلال الجنازة أدى إلى إصابة اثنين من المواطنين، وأثار مخاوف من انزلاق البلاد إلى الفوضى نتيجة انتشار السلاح والميليشيات.

تعتبر "الجماعة الإسلامية" الفرع اللبناني من جماعة الإخوان المسلمين، إذ تأسست العام 1964 على يد الشيخين فتحي يكن، وفيصل مولوي، قبل أن تشكل جناحًا عسكريًا العام 1982 إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان باسم "قوات الفجر".

لا يوجد رقم رسمي حول عدد مقاتلي الجناح العسكري للجماعة، لكن مركز كارنيغي للشرق الأوسط، قدره بـ 500 مقاتل أو يزيد.

وتتواجد "الجماعة الإسلامية" في المدن والبلدات ذات الغالبية السنية شمالي وجنوبي لبنان، وهي مقربة من حركة حماس الفلسطينية وشاركت في هجمات مشتركة على إسرائيل انطلاقًا من جنوب لبنان.

ووفق مراقبين، فإن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية ببيروت مطلع العام الجاري، ساهم في تعزيز قدرات "قوات الفجر"، انطلاقًا من مفهوم "وحدة الساحات" الذي ابتكره لتوحيد ما يسمى "جماعات محور المقاومة ضد إسرائيل".

وشهدت العلاقة بين الجماعة وميليشيات حزب الله شدًا وجذبًا، إذ تدهورت بين الجانبين بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، فقد اتخذت الكثير من القوى السنية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين موقفًا مناوئًا من الحكومة السورية وحزب الله الذي ساندها خلال الأحداث.

في العام 2022 تسلمت قيادة جديدة الجماعة الإسلامية، على رأسها الأمين العام محمد طقوش، والذي يعتبر مقربًا من حماس، وهذه القيادة أعادت دفء العلاقات مع حزب الله.