سياسات نتنياهو إزاء ملف إيران النووي على المحك بعد مؤشرات على طفرة محتملة

سياسات نتنياهو إزاء ملف إيران النووي على المحك بعد مؤشرات على طفرة محتملة

يعتقد محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلي، طال ليف رام، أن التقرير بشأن العثور على يورانيوم مُخصب بنسبة 84% في إيران، ورغم نفي الأخيرة، يحتم وضع ملف البرنامج النووي الإيراني مجددًا على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية، حسبما أفادت صحيفة "معاريف"، اليوم الإثنين. 

واكتشف مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، وجود يورانيوم مخصب بمستويات أقل بنسبة 6% فقط من المستوى المطلوب لصنع السلاح النووي، وفق اثنين من الدبلوماسيين البارزين تحدثوا مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية. 

وعابَ المحلل الإسرائيلي عدم تسليط الضوء بشكل مكثف على هذا التقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ورأى أن الأمر يعكس أيضا تراجع الملف النووي الإيراني عن جدول أعمال حكومة بنيامين نتنياهو، التي كانت تعده أولوية قصوى.  

وقدَّر أن الحكومة الإسرائيلية "لا تضع خيار شن هجوم يستهدف البرنامج النووي الإيراني حاليا على جدول أعمالها، وأنه يتعين عليها أن تباشر دورها، بناءً على رؤية نتنياهو في الماضي، حين كان ينظر إلى إيران على أنها المشكلة الأساسية التي تشكل خطرا وجوديا ضد دولة إسرائيل".  

ونفى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أمس الأحد، التقرير الذي تحدث عن العثور على يورانيوم مخصب بنسبة 84% في إيران، قائلًا إنه "تشويه للحقائق". 

وذكر تعليقًا على تقرير "بلومبرغ": "لم نُخصب اليورانيوم بنسب تفوق الـ 60 %، وتقرير بلومبرغ جاء لتشويه الواقع". 

وبيَّن أن وجود جسيمات من اليورانيوم بنسبة تخصيب أعلى من 60% أمر طبيعي وشائع، ولا يعني من النواحي التقنية قيامنا بالتخصيب بهذه النسبة". 

حذَّر المحلل من تراجع الانشغال الإسرائيلي بملف إيران النووي، ودلل على ذلك بعدم تسليط الضوء على تقرير "بلومبرغ" بشكل كاف

تقرير دقيق 

وعلق المحلل الإسرائيلي على هذا النفي، كما ورد في موقع صحيفة "معاريف"، الإثنين، بأن التقرير الذي ورد في "بلومبرغ" نقلا عن دبلوماسيين بارزين يبدو بالنسبة له وأنه "دقيق للغاية". 

وفيما يتعلق بتصريح الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بأن بلاده لم تتخط نسبة 60%، أشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه لم يعد هناك على الأقل جدل بشأن بلوغ نسبة 60%، لافتا إلى أن تلك النسبة بدورها تؤشر على استخدامات عسكرية.  

وفي الوقت نفسه أشار إلى أن الحديث عن نسبة تخصيب لليورانيوم، وصلت إلى 84% أي أقل 6% من النسبة اللازمة لبدء تصنيع القنبلة الذرية، لا تعني كل شيء، لأن امتلاك القنبلة النووية يحتاج مكونات أخرى، وأن النسبة المشار إليها مجرد مكون واحد.  

وحذَّر المحلل من تراجع الانشغال الإسرائيلي بملف إيران النووي، ودلل على ذلك بعدم تسليط الضوء على تقرير "بلومبرغ" بشكل كاف وعدم إبراز التقرير في العناوين الرئيسية للصحف والتغطيات الإعلامية الأخرى. 

مسؤولية الوكالة   

وعلَّقَ دان أركين، المحلل بموقع "إسرائيل ديفينس"، الإثنين، على التقرير بقوله إن "ثمة احتمال أن تكون تلك النسبة غير متعمدة"، أي أنه اتفق مع رواية الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. 

ولكنه أشار إلى أن الكرة حاليا في ملعب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذين سيكون عليهم إثبات إذا ما كان الحديث يجري عن خطوة غير مقصودة أم مسيرة إيرانية ممنهجة.  

وأوضح أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سينعقد في 6 آذار/ مارس المقبل، وسيناقش وقتئذٍ التقرير الجديد للمراقبين التابعين للوكالة، مضيفا: "لو تبين للمجلس وجود انتهاك إيراني جديد سوف تتوجه دول الغرب بهذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي".  

تحاول معرفة كيفية حصول إيران على اليورانيوم المخصب بهذا المستوى من النقاء، وهو أقل بنسبة 6% فقط من النقاء المطلوب للقنبلة الذرية

ليس الأول 

موقع "واللا" الإخباري أشار، أمس الأحد، إلى أن ما كشفه الدبلوماسيان الغربيان حول أنشطة نووية مشبوهة في إيران لم يكن الأول؛ إذ تعد تلك هي المرة الثانية في غضون شهر واحد التي يكتشف فيها مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثل هذه الأنشطة. 

النشاط المشبوه الأخير، حسب الموقع العبري، يتعلق بتحسينات ونشاطات تخص مفاعل "فوردو" النووي.  

مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورهم أشاروا الأسبوع الماضي، في تقريرهم ربع السنوي عن إيران، حسب "بلومبرغ"، إلى أن الوكالة "تحاول معرفة كيفية حصول إيران على اليورانيوم المخصب بهذا المستوى من النقاء، وهو أقل بنسبة 6% فقط من النقاء المطلوب للقنبلة الذرية".  

وورد في تقرير "بلومبرغ" نفسه أنه "يتعين على محققي الوكالة تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت عمدا مثل هذه المواد، أم أن النسبة المشار إليها نجمت عن حادث غير مقصود أثناء تخصيب اليورانيوم بمئات من أجهزة الطرد المركزي". 

نتنياهو يتوعد 

واقتبس موقع "واللا" تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقَّب خلالها على واقعة استهداف ناقلة تملكها شركة إسرائيلية في بحر العرب، واتهامه لإيران، إذ قال نتنياهو: "إن المهمة الأولى والتي أوليها اهتماما كبيرا هي منع إيران من امتلاك السلاح النووي الذي يهدد العالم بأسره".  

كما أشار إلى أن هناك توافقا دوليا واسعا بأنه ينبغي منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وقال: "ستبذل إسرائيل كل ما هو مطلوب منها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي".  

وتجدر الإشارة إلى أن الانخراط الإيراني في الحرب الأوكرانية الروسية وتداعياته ومواجهته، كان خلال الشهور الأخيرة هو الملف الأبرز في التغطيات الإعلامية الإسرائيلية، مقارنة بما كانت عليه الأوضاع قبل تلك الحرب، حين كان البرنامج النووي والاتفاق النووي هو العنوان الأبرز.   

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com