سعياً لزيادة شعبيته.. منصور عباس يبدأ الصدام مبكراً مع بن غفير

حذر عضو الكنيست منصور عباس، زعيم "القائمة العربية الموحدة"، من سماح الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تتشكل، لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف.

ونقلت قناة "أخبار 12" عن عباس، الذي حصل حزبه على 5 مقاعد بالكنيست الخامس والعشرين، بزيادة مقعد واحد عن الكنيست الأخير، قوله إن خطوة من هذا النوع، حال حدوثها "ستتسبب في اندلاع حرب"، على حدّ وصفه.

ومن المنتظر أن يعود عباس إلى مقاعد المعارضة بعد عام ونصف العام قضاها على رأس أول حزب عربي ينضم للائتلاف الحاكم في إسرائيل.

ويوفر وجود النائب اليميني المتطرف، إيتَمار بن غِفير، زعيم حزب "عوتسِما يهوديت" داخل الائتلاف الذي يتشكل، الفرصة للنائب العربي عباس، المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين"، لاستغلال مواقف بن غفير المتطرفة بشكل متوقع، من أجل تأسيس وضعه داخل المعارضة، وكسب تعاطف الشارع العربي في إسرائيل.

وظهرت مؤشرات بالفعل على تلك النزعة، إذ ذكر عباس خلال حديثه الذي نقلته القناة العبرية، اليوم الجمعة، أن "إقرار الصلاة اليهودية فيما يسمى جبل الهيكل بشكل محتمل في الحرم القدسي الشريف، سيعني الحرب".

وأضاف وفقاً لما أوردته القناة: "حين تتحدث عن موضوع حساس بهذه الشكل، أي الأماكن المقدسة، فإن عقول الناس تتوقف عن التفكير وتصبح المشاعر الدينية سيدة الموقف، لقد شاهدنا بضع جولات من التصعيد حدثت بسبب الاستفزازات المتعلقة بما يسمى جبل الهيكل".

أولوية قصوى

ويضع بن غفير وحزبه القومي، والذي يعد جزءاً من تحالف "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، مسألة السماح لليهود بالصلاة بالحرم القدسي الشريف من بين أولوياته.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، دق بن غفير على هذا الملف ضمن حملته الانتخابية، وقال خلال اقتحامه للموقع برفقة أنصاره وعناصر من الشرطة التي وفرت له الحماية، إن "على اليهود أن يصبحوا أصحاب هذا البيت".

ونقل عنه الإعلام العبري وقتها القول: "ينبغي العلم أننا يجب أن نصبح نحن أصحاب البيت، هذا الأمر لم يحدث بعد، لكننا سنعمل من أجل ذلك، يجب أن يحدث ذلك"، داعياً الناخبين من أتباع التيار القومي والصهيونية الدينية إلى مساعدته بالتصويت لصالح حزبه؛ "لكي أغير الوضع الراهن"، على حد قوله.

وتعهد بن غفير بأن يعمل من أجل "توفير الحصانة" للجنود من أجل إعادة السيطرة على ما يسمى "جبل الهيكل" وكل مكان آخر في إسرائيل، على حد زعمه.

وكانت مصادر بحزب "عوتسما يهوديت"، قد أكدت، أمس الخميس، أن تحصين الجنود قانونياً وتسهيل إجراءات استخدام الذخيرة الحية، على رأس أولويات بن غفير، وأن هذا الحزب سيعمل في المقام الأول من أجل توفير الغطاء للضباط والجنود لإطلاق النار على المشتبه بهم.

عباس يهاجم الجميع

في غضون ذلك، شن عباس هجوماً حاداً ضد زملائه السابقين بالقائمة المشتركة، النائبين أيمن عودة وأحمد طيبي، وقال إنهما "تسببا في عودة نتنياهو إلى السلطة"، وقال حسبما أفادت قناة "أخبار 12" الإخبارية: "على نتنياهو أن يرسل إليهم باقة من الورود".

كما شن هجوماً حاداً ضد زعيم المعارضة الجديد يائير لابيد، وقال إنه "أدار الكتلة المناوئة لنتنياهو بشكل فاشل".

واتهم عباس "القائمة المشتركة" بالتسبب في حل الكنيست الرابع والعشرين، وإعادة نتنياهو إلى السلطة، وقال إن على نتنياهو واليمين إهداء نواب "القائمة المشتركة" عودة وطيبي، "باقة من الورود" على حدّ وصفه.

وذكر أن تلك القائمة شهدت انقساماً لكتلتين، في إشارة إلى انسحاب سامي أبو شحادة زعيم "التجمع الوطني الديمقراطي"، وأن الخلافات السياسية بين النواب العرب "ألحقت الضرر بالمجتمع العربي قبل أي شيء".

ورأى أن تلك الخلافات أعادت نتنياهو في النهاية، كما حمّل حزبي "ميرتس" و"العمل" اليساريين، المسؤولية، ورأى أنه كان عليهما "خوص الانتخابات بقائمة مشتركة".