ملف غزة و"المستقبل الأفضل".. "إرم نيوز" ترصد تطلعات المقترعين في انتخابات الرئاسة المصرية

توافد المصريون في طوابير طويلة للتصويت في الانتخابات الرئاسية، مؤكدين أهمية المشاركة بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع من أجل "مستقبل أفضل".

الشاب أحمد السيد، الذي كان ينتظر دوره للتصويت في أحد الطوابير قال لـ "إرم نيوز": "تخرجت في كلية الحقوق عام 2009، وعانيت البطالة لمدة عام تقريبًا، وعندما وجدت عملًا، كان متواضعًا لا يتناسب مع شهادتي، فكنت أسلم الأوراق من مكتب إلى آخر، وعندما بدأ الحشد في الـ25 من يناير، قررت أن أكون جزءًا منه".

وأضاف: "عندما سقط النظام في فبراير 2011، ظننت أن الحياة ستصبح أفضل، لكنني أدركت مع مرور الوقت أن الخطأ الأكبر هو أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح دون دولة قوية، ومع ذلك، كنت ألوم والدي، الذي كان يرفض تمامًا ما يحدث في الشارع من فوضى، ظنًّا مِني أنه السبب في فشل الثورة".

وبعد عام 2014، تغيرت الأمور، بحسب أحمد، الذي يقول "بدأت أرى تغييرًا حقيقيًّا في البلاد، وإن كان تدريجيًّا، ولكنه سريع. وأدركت حينها حكمة جيل والدي في عدم الاندفاع نحو التغيير، وعدم التحول من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في لمح البصر".

تغيير رؤى الشباب

من وجهة نظر، أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة سامية خضر، شهدت رؤى الشباب المصري تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت أكثر واقعية ومسؤولية، في ضوء العديد من المستجدات، أبرزها اهتمام الدولة بهذا القطاع المجتمعي المهم، الذي يُمثّل أكثر من 65% من سكان البلاد.

وأشارت، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "منتديات الشباب أسهمت في إثراء الأجيال الجديدة، وتصعيد المبتكرين والمبدعين، وتسليط الضوء على دورهم في إطار التنمية المستدامة، التي تُمثّل الهدف الأكبر الذي اتخذت فيه مصر خطوات واسعة، منها مبادرات دعم الفئات الضعيفة، خصوصًا مبادرة حياة كريمة".

وأكدت أن هذا يعكس تغييرًا في أسلوب تعامل الدولة مع الشباب، إذ أصبح أكثر تركيزًا على دعمهم وتمكينهم وإشراكهم في عملية التنمية، وأن هذا أدى إلى تغيير الرؤى التي تتبناها هذه الفئة، إذ أصبحت أكثر واقعية في التفكير، وأكثر رغبة في المشاركة في بناء المستقبل.

غزة حاضرة

في صفوف الناخبين المنتظرين للتصويت، كان الحديث عن غزة حاضرًا بقوة، سواء من باب التعاطف مع أهلها، أو من باب القلق على مستقبل مصر، خصوصًا بعد دعوات توطين الفلسطينيين في سيناء التي تُمثّل خطرًا على الدولة المصرية.

حول ذلك يقول أحد الناخبين إن "أحداث غزة كانت دافعًا رئيسًا له للمشاركة في الانتخابات الرئاسية"، مشيرًا إلى أن "البلاد تبدو في حاجة إلى دعم أبنائها في هذه الأوقات الحرجة، حتى تحظى قراراتها بالقوة المطلوبة في مواجهة التحديات القادمة من الخارج".

وفي حديث لـ"إرم نيوز"، اعتبر أحد الناخبين أن "خطورة المرحلة الراهنة تتطلب توحيد الصفوف، وأن يكون القائد قادرًا على ذلك".

وأوضح أن "القيادة القوية هي التي تستطيع اتخاذ القرارات الصعبة، ومواجهة التحديات، وتحقيق مصالح البلاد العليا".

وتقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن "أحداث غزة تبقى مصدر قلق للناخبين، إذ تثير مخاوف من دخول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، ما يُشكّل تحديًا أمنيًّا كبيرًا، ويؤثر في استقرار الدولة ".

وتلفت، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "أزمة غزة تُثير مخاوف اقتصادية لدى المصريين، إذ تشير التجارب السابقة إلى أن دخول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر، أدّى إلى ارتفاع أسعار العقارات وغيرها من القطاعات، وبلغ هذا الارتفاع ذروته مع دخول السودانيين".

رد الجميل

عضو محاكاة مجلس الشيوخ، محمد عطية، وهو من ذوي الإعاقة، تحدث بحماسة عند سؤاله عن دوافع مشاركته في الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن "مشاركته في الانتخابات محاولة لرد الجميل للدولة التي وضعت هذه الفئة على أجندة اهتماماتها".

وأعرب عن أمله أن يستمر هذا الاهتمام من الدولة، والسعي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل، لافتًا إلى أن الانتخابات الحالية تُعدُّ الأكثر مشاركة من ذوي الإعاقة.

من جانبه، أكد المنسق الرسمي لحملة المرشح الرئاسي عبد السند يمامة، النائب عيد هيكل، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه لم يرصد أي ملاحظات تؤثر في سير العملية الانتخابية، مُشيدًا بجهاز الشرطة الذي قال إنه أدى دورًا كبيرًا في تأمين الناخبين وتنظيم العملية بأكملها.

كما أشاد بمشاركة المرأة المصرية في الانتخابات، إذ "وجّهت هذه المشاركة رسالة إلى العالم بقوة الظهير الشعبي للدولة"، وفق قوله.