تعتبر شجرة الزيتون رمزًا لصمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم
تعتبر شجرة الزيتون رمزًا لصمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهمأ ف ب

قرية سالم في نابلس.. "أرض زيتون" ينخر جذورها الاستيطان

في مشهد أيقوني، ظلت صورة الحاجة محفوظة من قرية سالم شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وهي تحتضن شجرة الزيتون المقتلعة من قبل الجيش الإسرائيلي، رمزاً لعمق العلاقة بين تلك الفلسطينية وشجرة الزيتون والتمسك بالأرض.

 وتروي المزارعة محفوظة 65 عاماً وهي أم لأربعة أولاد وثماني بنات، لـ"إرم نيوز" تفاصيل علاقتها بأرضها وتمسكها بأشجار الزيتون، قائلة: "الشجرة مثل ابني ومعزتها من معزته، ربيتها كما أربي ابني، حتى أصبح عمرها أربعين عاماً وهي أكبر من عمر أولادي، وبمنشار اقتلعها المستوطن أمام عيني".

 ووصفت مشهد سقوط شجر الزيتون المقطع بأنه كمنظر سقوط ابنك قتيلا برصاص الجيش أمام عينك، مضيفة: "بدأت أحضن الشجر المقطع وكأني أحضن أحد أبنائي وقد سقط شهيداً"

الحاجة محفوظة، 65 سنة، مزارعة فلسطينية
الحاجة محفوظة، 65 سنة، مزارعة فلسطينيةإرم نيوز

 تشديدات الجيش الإسرائيلي على القرى والبلدات والمدن الفلسطينية ليست بالأمر الجديد، وهذه التشديدات والممارسات هي جزء من معاناة قرية سالم شرق مدينة نابلس، التي التهم الشارع الالتفافي الاستيطاني عدداً من أراضي القرية الزراعية، وشل حركة رعاة الأغنام المتجولين بحثا عن العشب لمواشيهم.

  وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث وقع هجوم واسع لحماس على إسرائيل، حرم الجنود الإسرائيليون والمستوطنون، المزارعين من قطف ثمار الزيتون في موسم الزيتون الذي يعد عرساً وطنياً فلسطينياً.

 تقع بلدة سالم في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، وتبعد عن مركز مدينة نابلس حوالي 6 كيلومترات، وترتفع عن سطحِ البحر 519 متراً، ويصل عدد سكانها قرابة 7000 نسمة، وتُحيط بأراضيها قرى دير الحطب، وبيت دجن، وبيت فوريك، التي يقتحمها الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر.

مدخل بلدة سالم في نابلس
مدخل بلدة سالم في نابلسإرم نيوز

 وتحتوي البلدة على مدافن أثريَّة، كما تقع في ظاهر القرية مجموعة من الخرب التي تضم مواقع أثريَّة.

 وقال المواطن من بلدة سالم، معاذ اشتية، إن "بلدة سالم هي قرية تاريخية وكنعانية أصيلة، وتسمية القرية باسم سالم تعود لكلمة سالمة السريانية بمعنى مكان الأصنام؛ إذ يعتقد أنّ في تلك المنطقة كانت توجد منطقة مخصصة لعبادة الأصنام في العهد الكنعاني".

 ويشير في حديثه لمراسل "إرم نيوز" إلى أن القرية التي يمتد تاريخها منذ 1922 تحتوي على عدة مواقع أثرية، منها مقام الشيخ نصر الله، الذي يحتوي على قبر الشيخ نصر الله.

 ويفيد اشتية أن جزءاً كبيرا من سكان البلدة يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية، لكن الشارع الالتفافي للمستوطنين الذي يحاصر البلدة من ثلاث جهات؛ إذ يبدأ من منطقة السهل ويمتد إلى  منطقة مفترق بيت فوريك مروراً لما يحيط بالقرية من بيت دجن وصولًا إلى منطقة مستوطنة الون موريه، أثّر على امتداد القرية وحاصر الأراضي الزراعية وخنقها.

بلدة سالم هي قرية تاريخية وكنعانية أصيلة
بلدة سالم هي قرية تاريخية وكنعانية أصيلةإرم نيوز

وقال: "المزارع لا يستطيع الوصول لأرضه في الجهة الشرقية بالتحديد دون تنسيق مسبق حيث تم نصب بوابة، وبعد السابع من أكتوبر تم منع المزارعين من الوصول لأراضيهم هناك بشكل كامل؛ ما شكّل ضربة لموسم قطف الزيتون، وبقيت الثمار على أشجار الزيتون دون قطاف لهذا العام بشكل كامل؛ الأمر الذي انعكس سلباً على دخل أهالي البلدة".

 وأضاف أن "الثروة الحيوانية تواجه المشكلة نفسها من خلال عدم السماح للرعاة بالوصول إلى المراعي الخصبة، كما أن المواشي لا تسلم من بطش المستوطنين".

 ويشير اشتية إلى أن المواطنين العزل في بلدة سالم، يتعرضون لهجمات متكررة من المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، مضيفاً "هناك إرهاب متكرر من قبل المستوطنين على أهالي البلدة خاصة المزارعين منهم، حيث يتعرضون بشكل دائم لاعتداءات من قبل المستوطنين، وتخريب وقطع أشجار الزيتون، وتخريب محاصيل القمح، وعندما يحاول شبان القرية منعهم يطلق الجنود الرصاص الحي والغاز السام نحوهم".

أخبار ذات صلة
"نيويورك تايمز": قرية فلسطينية تنتج أفضل زيت زيتون في العالم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com