أمين عام حزب الاستقلال نزار بركة
أمين عام حزب الاستقلال نزار بركةموقع الحزب

مؤتمر "الاستقلال".. هل يعود أقدم أحزاب المغرب بقوة إلى المشهد السياسي؟

يُعوّل حزب الاستقلال، أقدم حزب بالمغرب، المشارك في الائتلاف الحكومي، على مؤتمره الوطني الـ18 المنعقد بمدينة بوزنيقة، لرصّ صفوفه مجددا، وتجاوز صراعات وخلافات داخلية خدشت صورته "المحافظة"، في وقت دعا فيه أمين عام حزب الاستقلال نزار بركة، في كلمته الافتتاحية، إلى "جعل المؤتمر محطة تحوّل جديد في مسار الحزب".

وشهد الحزب أزمة داخلية، بعد تسريب تسجيل صوتي منسوب للقيادي البارز في الحزب نور الدين مضيان، يتضمن عبارات "سب وقذف" بحق زميلته رفيعة المنصوري، التي قدمت دعوى قضائية ضده أمام محكمة في طنجة.

أخبار ذات صلة
هزيمة جديدة.. الانتخابات الجزئية تطفئ مصباح "إخوان المغرب"

وقبل ذلك، رفع النائب البرلماني عن حزب الاستقلال منصف الطوب دعوى قضائية ضد يوسف أبطوي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، بعد أن اعتدى عليه بالصفع خلال لقاء حزبي نُظم قبل أسابيع، وهي حادثة أثارت ضجة واسعة داخل الحزب.

وعاش حزب الاستقلال، منذ أكثر من عامين، وضعاً قانونياً مخالفاً لقانون الأحزاب السياسية بالبلاد، وذلك بعد فشله في عقد مؤتمره الوطني الـ18 لانتخاب قيادة جديدة.

مطالب برص الصفوف

ودعا أمين عام حزب الاستقلال نزار بركة، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إلى "جعل المؤتمر محطة تحوّل جديد في مسار الحزب؛ لحمته الوحدة والتماسك ورص الصفوف".

وبين أمام 3600 مشاركة ومشارك، وقادة الأحزاب السياسية بالبلاد، مساء يوم الجمعة، أن "التحوّل ينبغي أن يكون بأفق تكريس الصدارة والريادة المنشودة في المشهد السياسي والحزبي الوطني".

أدعو الأحزاب المغربية إلى وضع اليد في اليد لصياغة ميثاق وطني لتخليق الممارسة السياسية
أمين عام حزب "الاستقلال" نزار بركة

ودعا بركة "الأحزاب المغربية إلى وضع اليد في اليد لصياغة ميثاق وطني لتخليق الممارسة السياسية".

وتنحصر المنافسة على قيادة الحزب خلال قادم السنوات بين الأمين العام المنتهية ولايته نزار بركة، وبين عضو اللجنة التنفيذية والنائب البرلماني رشيد أفيلال.

صراعات ترافق رئاسة المؤتمر

وبعد شدّ وجذب ونقاشات حادّة، قرر قادة حزب الاستقلال انتخاب لجنة ثلاثية لرئاسة المؤتمر الوطني الـ18، الذي سينتخب أميناً عاماً لحزب "الميزان" (شعار حزب الاستقلال).

وأفاد مصدر حزبي لـ"إرم نيوز"، أن المؤتمر سيترأسه كل من فؤاد القادري، وعبد الجبار الراشدي، وعبدالصمد قيوح، مشيراً إلى أن الصراع على رئاسة المؤتمر كان على أشده بين تياري حمدي ولد الرشيد (القيادي النافذ في الحزب) والأمين العام المنتهية ولايته نزار بركة.

أخبار ذات صلة
المغرب.. ما دلالات فشل حزب "العدالة والتنمية" في ترؤس البرلمان؟

وستتولى اللجنة الثلاثية تسيير أشغال المؤتمر، الذي يُنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار: "تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن".

ومن المنتظر أن يُصادق المؤتمر الوطني الـ18 على التعديلات الجديدة للنظام الأساسي لحزب الاستقلال، وانتخاب القيادة الجديدة.

عوامل النجاح

ورأى المحلل السياسي محمد شقير، أن حزب الاستقلال يتوفر على تجربة سياسية وتنظيمية تؤهله إلى تجاوز خلافته الداخلية، فهو الحزب الوحيد الذي حافظ منذ أكثر من 60 عامًا على تماسكه الداخلي رغم شدة الخلافات.

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حزب الاستقلال يتوفر على مجموعة من العوامل التي تُسهل عليه دائماً عملية التداول على القيادة، والحفاظ على تماسكه التنظيمي.

حزب الاستقلال يتميز عن باقي الأحزاب السياسية المغربية بمؤسسة متفردة
المحلل السياسي محمد شقير

وأوضح شقير أن "حزب الاستقلال يتميز عن باقي الأحزاب السياسية المغربية بمؤسسة متفردة وهي جهاز مفتشو الحزب، ولجوئه إلى آلية التوافق وكذلك ارتباطها الكبير بعائلة الزعيم التاريخي علال الفاسي"، لافتاً إلى أن هذه العناصر "تُيسر عملية التداول على القيادة".

ولفت إلى أنه "ظهر ذلك بشكل جلي خلال المؤتمر الـ18 للحزب، الذي تأجل لأكثر من سنتين، ومع ذلك اُتُّفِق على عقده بعد تقريب وجهات النظر بين تيار ولد الرشيد وتيار نزار بركة بالحزب، من خلال التوافق على تجديد رئاسة الأمين العام الحالي، وكذا تجديد الأجهزة القيادية من لجنة تنفيذية وغيرها".

افتتاح المؤتمر الـ18 لحزب الاستقلال المنعقد بمدينة بوزنيقة
افتتاح المؤتمر الـ18 لحزب الاستقلال المنعقد بمدينة بوزنيقةمتداولة

وبين شقير أن "رئاسة المؤتمر عرفت بدورها مجموعة من الخلافات، إلا أنه تم في نهاية الأمر التوافق بشأن انتقاء لجنة ثلاثية".

واعتبر خطوة انتخاب لجنة ثلاثية لرئاسة المؤتمر "سابقة تنظيمية" في تاريخ الحزب، مشددًا على أن الحزب سيخرج دون ريب بقرارات متوافق عليها لتجديد أجهزة الحزب، وتدعيم مشاركته في حكومة عزيز أخنوش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com