قوارب المهاجرين تثير أزمة بين قبرص ولبنان

تثير قوارب المهاجرين التي تصل إلى جزيرة قبرص قلق الحكومة في نيقوسيا، التي تتهم السلطات اللبنانية بتشجيع هجرة اللاجئين السوريين عبر أراضيها باتجاه أوروبا.

وتمتلك قبرص حاليا ثاني أعلى معدل لطالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي مقارنة بعدد سكانها؛ ما دفع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، إلى القول إن لبنان الذي يبعد 160 كيلومترا عن بلاده يشجع الهجرة غير الشرعية.

وجاء تصريح خريستودوليدس بعد وصول 350 لاجئاً خلال 48 ساعة إلى الشواطئ القبرصية.

وقال نيكوس خريستودوليدس: "لقد زاد عدد المهاجرين السوريين القادمين من لبنان في الأسابيع الأخيرة فقط، وهو أمر مقلق للغاية. إنني أتفهم تمامًا التحديات التي يواجهها لبنان، لكن إرسال المهاجرين إلى قبرص بهذا الشكل لا ينبغي أن يكون الحل، ولا يمكن قبول ذلك الوضع."

خطر العودة إلى سوريا

وتدفع الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان اللاجئين السوريين إلى المغادرة.

من ناحية أخرى، في قبرص، لا تتردد الحكومة في إعادة المهاجرين السوريين مباشرة إلى لبنان، رغم تعبير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من هذه الخطوة.

ويوجد في لبنان حاليًا 784,884 لاجئًا سوريًا مسجلًا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفقًا لأرقام ديسمبر/ تشرين الأول 2023.

ولبنان من أكبر الدول المستضيفة للاجئين السوريين.

ويعيش 9% من اللاجئين السوريين في لبنان في فقر مدقع، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الدولية غير الحكومية.

وبحسب رويترز، وصل ما لا يقل عن 600 سوري إلى قبرص خلال الأيام الأربعة الماضية على متن قوارب صغيرة.

ويستغرق العبور البحري من لبنان أو سوريا إلى قبرص حوالي 10 ساعات.

3 آلاف دولار للمهربين

وشهدت قبرص، التي تجنبها المهربون في الماضي بسبب عزلتها عن بقية أوروبا المتاخمة، ارتفاعا كبيرا في عدد الوافدين، معظمهم من سوريا؛ لأن الجزيرة أرخص وأسهل للوصول إليها مقارنة بالوجهات الأخرى.

وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو، للإذاعة الرسمية، يوم الأربعاء، إنه وفقا لمقابلات مع اللاجئين، يطلب المهربون 3 آلاف دولار مقابل الرحلة إلى قبرص، مقارنة بـ7 آلاف دولار لإيطاليا.

وأضاف كونستانتينوس يوانو: "الوضع يزداد سوءاً تدريجياً، وقد شهدنا في الأيام الأخيرة هجمة من القوارب الفاسدة واللاجئين الذين يعرّضون حياتهم للخطر".

وأضاف الوزير للإذاعة العامة: "كل شيء يشير إلى أن هذا سيستمر، موضحاً أن هذا الوضع مثير للقلق بشكل أكبر؛ لأن السلطات اللبنانية أولت اهتماما أقل لوقف الهجرة على سواحلها في الأشهر الأخيرة، بسبب التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية".

ولطالما دعت قبرص شركاءها في الاتحاد الأوروبي إلى إعلان أجزاء من سوريا التي مزقتها الحرب آمنة، الأمر الذي قد يسهل على مواطنيها الفارين العودة.

المعضلة اللبنانية

وردا على هذه التصريحات، قال نجيب ميقاتي، الخميس، خلال كلمة ألقاها أمام حكومته المنتهية ولايتها المجتمعة في السراي: "فوجئنا بملامح أزمة دبلوماسية مع قبرص".

وأضاف أنه أبلغ السلطات القبرصية أن وضع السوريين في لبنان يجب أن "يفهمه" المجتمع الدولي، موضحاً أن اللاجئين هم معضلة السلطات اللبنانية.

وأضاف: "لا يساعدنا في السيطرة على الحدود، وإذا قررنا طردهم، نجد أنفسنا أمام مشكلة حقوق الإنسان".