كشف تقرير أمريكي، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لديها مخاوف من إهدار إسرائيل، وبشكل كارثي، فرصتها لتحقيق النصر على حماس في غزة.
وترى الإدارة الأمريكية، وفق تقرير نشره موقع "بوليتيكو"، أن إسرائيل بالتالي ستخسر أفضل فرصة لها للقضاء على سيطرة حماس على غزة وضمان عدم تهديد الشعب الإسرائيلي.
ويصف كبار المسؤولين في واشنطن، علنًا، إستراتيجية إسرائيل في غزة بأنها "هزيمة ذاتية"، ويرون أنها قد تفتح الباب أمام عودة حماس.
وبحسب التقرير، يعد ذلك المستوى من الانتقادات الأمريكية الموجهة لحليف الشرق الأوسط، أمرًا لم تشهده إسرائيل منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويعتبر المسؤولون الأمريكيون أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في السيطرة على أجزاء من غزة بعد تطهيرها، وحولت السكان المدنيين وبقية العالم ضدها من خلال القصف واسع النطاق ومنع المساعدات الإنسانية، ومكّنت حماس من تجنيد المزيد من المقاتلين.
وأشار التقرير إلى أن "واشنطن امتنعت، ولعدة أشهر، عن توجيه أي انتقادات لإسرائيل، بل دفعتها بهدوء لتغيير الطريقة التي تنتقم بها من حماس بسبب هجومها في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أشعل شرارة الحرب.
لكنّ الإحباط الناتج عن مشاهدة إسرائيل ترفض تغيير مسارها قد طفا إلى العلن بشكل متزايد، ووسع كل انتقاد أمريكي الفجوة مع إسرائيل، وفق "بوليتيكو".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "نريد تشجيع التركيز بشكل أعمق على العلاقة بين العمليات العسكرية الجارية، وفي نهاية المطاف، نهاية اللعبة الإستراتيجية. سنواصل الضغط على هذه النقطة".
ورأى التقرير أنه "رغم أن اتصالات حماس وقدراتها العسكرية قد تدهورت فإن 30 إلى 35% فقط من مقاتليها - الذين كانوا جزءًا من حماس قبل هجوم الـ7 من أكتوبر - قُتلوا، ولا يزال نحو 65% من أنفاقها سليمة، وفقًا للمخابرات الأمريكية.
وأصبح مسؤولو بايدن قلقين بشكل متزايد من قدرة حماس على تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية في زمن الحرب. وسمح ذلك للحركة بالصمود أمام أشهر من الهجمات الإسرائيلية، وفقًا لشخص مطلع على تقارير المخابرات الأمريكية.
ووفق التقرير، من المحتمل أن تكون تلك القطع الاستخبارية وغيرها قد أسهمت في التعليقات الأخيرة المذهلة التي أدلى بها كبار المسؤولين في الإدارة.
ولفت الموقع إلى تصريح أطلقه، الأسبوع الماضي، نائب وزير الخارجية كيرت كامبل اعتبر فيه أن "النصر الكامل" لإسرائيل ضد حماس غير مرجح، على حد تعبيره.
ويعتقد المسؤولون الغربيون أنه في الوقت الذي أضعفت فيه إسرائيل قدرات حماس في غزة، تمكنت الحركة المسلحة من حماية الآلاف من مقاتليها، الذين يعمل الكثير منهم ويختبئون داخل شبكة أنفاق مترامية الأطراف. ويُعتقد أن آخرين يختلطون بالسكان المدنيين".
ويخلص التقرير إلى أن "النتيجة هي أن حماس لا تزال متمسكة بالأرض وتحتفظ بقدرات كبيرة، حتى بعد الحرب الشاملة التي خاضتها إسرائيل على مدى ما يقرب من 8 أشهر".
وقال النائب الديمقراطي جيسون كرو من كولورادو، في مقابلة: "لدى إسرائيل الحق والمسؤولية في هزيمة حماس، لكن إستراتيجيتها الحالية المتمثلة في العمليات العسكرية التقليدية واسعة النطاق ستؤدي إلى نتائج عكسية وتقوّض هذا الهدف".
وأردف قائلًا: "تعود حماس إلى الظهور بسرعة بعد عمليات الجيش الإسرائيلي وتحتفظ بقدراتها رغم أشهر القتال".
وأكد التقرير أن "بين تدهور الأوضاع والادعاءات بأن إسرائيل تعمدت تأخير المساعدات إلى الأشخاص المحتاجين، يتزايد خطر دفع سكان غزة إلى أحضان حماس".
بدوره، يقول الجنرال الأمريكي المتقاعد فرانك ماكنزي، إن "إسرائيل لم تنشر قوة كبيرة بما يكفي لتطهير المناطق الحضرية الكثيفة داخل غزة والسيطرة عليها".
وأكمل قائلًا: "في تلك المناطق غير الآمنة، من المحتمل أن يحاول الناس العودة إليها، ومن ثم ستتحرك حماس وتعيد تأسيس وجودها هناك. هذه إستراتيجية حرب العصابات الكلاسيكية"، حسب وصفه.