آثار قصف إسرائيلي على غزة
آثار قصف إسرائيلي على غزةرويترز

"انفراج" في ملف التهدئة.. هل تتجه حرب غزة نحو نهايتها؟

تشير تطورات الساعات الأخيرة إلى انفراج محتمل في ملف المفاوضات الرامية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، رغم الإصرار الإسرائيلي على الذهاب نحو تنفيذ خطة اجتياح رفح.

ومع وصول وفد حركة "حماس" اليوم إلى القاهرة لاستكمال مفاوضات التهدئة رشحت أخبار عن "تقدم ملحوظ" في المفاوضات حيث توصّل الوفد المصري الذي يقوم بجهود الوساطة إلى "صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف".

وحتى الساعة ظلت المفاوضات تراوح مكانها مع إصرار الجانب الإسرائيلي على الذهاب في خيار الحرب حتى القضاء على حركة "حماس" وتمسك الحركة الفلسطينية في المقابل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

نحو اتفاق وشيك؟

ورغم تباين وجهات النظر والعوائق الكثيرة التي تقف في طريق التفاوض فإنّ هناك مؤشرات وترجيحا لخيار الاتفاق على صيغة ما تنهي الحرب التي باتت تمثل عبئا على الجميع، وطالت شظاياها القريب والبعيد.

فالقوى الغربية باتت في موقف محرج أمام الرأي العام العالمي الذي ينتفض في كل مكان داعيا إلى إنهاء الحرب ووقف الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، ولم يعد لها من خيار سوى الرضوخ لهذا المنطق والضغط على إسرائيل من أجل تغيير بوصلتها ووقف آلة الحرب، على أن يتم الاتفاق على بقية الترتيبات في وقت لاحق.

ويتوافق هذا المزاج العام العالمي مع ما يجري في الداخل الإسرائيلي، حيث لم تتوقف المظاهرات يوما من أجل التسريع بإنجاز صفقة تبادل الأسرى وإنهاء ترتيبات وقف الحرب، رغم أن حكومة نتنياهو لم تبد أيّ ليونة تجاه هذه الضغوط.

أخبار ذات صلة
مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات الهدنة ما تزال "بعيدة" عن الاتفاق

ويُضاف إلى هذا المعطى ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها من أنّ مكتب نتنياهو يدرس "خطة موسعة" لإدارة غزة ما بعد الحرب، ورغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض التعليق على ما جاء في تقرير الصحيفة فإنّ مراقبين يؤكدون أنّ دراسة سبل إدارة القطاع بعد الحرب تحمل بحد ذاتها مؤشرات على أنّ هناك رغبة في إنهاء هذه الحرب وهناك ضغوطا في هذا الاتجاه.

تقدم مشروط

ويعتبر متابعون أنّ هذه الضغوط لن تنجح في تحقيق أهدافها إلا إذا نزلت واشنطن بكامل ثقلها على الأرض وقدّمت ضمانات للجانب الإسرائيلي بأن أهداف الحرب قد تحققت وبأن لا تتم ملاحقة نتنياهو دوليا على خلفية قضايا تُدينه في محكمة العدل الدولية، وبأنّ "حماس" لن تمثل مستقبلا خطرا على إسرائيل كما كان عليه الوضع قبل 7 أكتوبر الماضي.

وحتى الساعة لا يبدو الضغط الأمريكي كافيا باتجاه إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار وتليين موقفها في مفاوضات التهدئة، فضلا عن ضعف التأثير الأمريكي على القرار السياسي الإسرائيلي باجتياح رفح، وتبدو فرضية استثمار بعض المؤشرات الإيجابية مشروطة بدرجة التدخل الأمريكي لحسم الأمور.

وبالتوازي مع ذلك تبدو تل أبيب متمسكة بلعب كامل أوراقها ولا تُبدي تراجعا في ما يخص عملية اجتياح رفح، حتى لا تترك لـ "حماس" مجالا واحدا يمكن أن تستثمره كـ "انتصار" لها، وجدّدت اليوم السبت تأكيدها أن الجيش سيدخل مدينة رفح سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

ولكن الخطاب الإسرائيلي بشأن اجتياح رفح يبقى في نظر البعض ورقة ضغط وأداة مناورة بيد تل أبيب لتحسين شروط التفاوض والخروج من جولة المفاوضات الحالية بأكبر مكسب ممكن، مع أنّ هناك قناعة حتى داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بأن هذه الحرب طالت أكثر من اللزوم وأنه لا بد من مخرج منها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com