جانب من آثار الحرب الإسرائيلية على غزة
جانب من آثار الحرب الإسرائيلية على غزةرويترز - أرشيفية

حرب غزة تخلق مناخًا متوترًا لباحثي الشرق الأوسط

شكلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية منعطفًا مثيرًا للقلق بالنسبة لباحثي الشرق الأوسط، لاسيما أنهم يشعرون أن أصواتهم تخضع للمراقبة، ويتم تشويهها أحيانًا من قبل وسائل الإعلام، التي تسعى إلى الحصول على إجابات فورية لوصف العنف المستمر.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الحكومة الفرنسية، التي أبدت تضامنها مع إسرائيل، أصدرت توجيهًا في 9 أكتوبر لمؤسسات التعليم العالي للإبلاغ عن أي تصريحات أو أفعال تشبه تأييد الإرهاب أو التحريض على الكراهية أو العنف أو التمييز ومعاقبتها.

وأوضحت أن الهدف من التوجيه هو بيان التضامن الصادر عن نقابة المتضامنين والطلبة في كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية (EHESS)، والذي يدعو إلى الدعم الثابت للنضال الفلسطيني، بما في ذلك المقاومة المسلحة، حيث واجه أحد علماء الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) إجراءات تأديبية لتأييده هذا البيان.

وواجه عالم اجتماع في إحدى الجامعات الباريسية التابعة للمركز الوطني للبحوث العلمية عواقب نشر صورة بالمظلات على موقع "فيسبوك"، في إشارة إلى التحرير المحتمل لغزة، حيث أكد المركز الوطني للأبحاث العلمية الإبلاغ عن حالتين، مع الاعتراف بالمناخ المتوتر داخل الأوساط الأكاديمية.

وشدد رئيس المركز الوطني للأبحاث العلمية، أنطوان بوتي، على حرية التعبير العلني لكوادر المركز، محذرًا من استغلال الأدوار الرسمية للتعبير عن آراء سياسية أو فلسفية شخصية، إلا أن  العلماء أفادوا بوجود رقابة ذاتية بسبب المخاوف من التداعيات المؤسسية.

الزملاء أصبحوا حذرين للغاية، مما أسهم  في خلق مناخ من الرقابة الذاتية
فنسنت جيسر

من جانبه، أشار العالم الاجتماعي والسياسي فنسنت جيسر، إلى أن الزملاء أصبحوا حذرين للغاية، مما أسهم في خلق مناخ من الرقابة الذاتية.

وأثار منشور صادر عن وزير العدل الفرنسي في الـ10 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، اعتبر الثناء على هجمات حماس بمثابة تشجيع للإرهاب، المخاوف بين الباحثين الذين يدرسون إسرائيل وفلسطين، مما يؤثر على قدرتهم على القيام بعمل غير متحيز.

وأكدت صحيفة "لوموند" أن النقاش الأكاديمي واجه تحدياً مزدوجاً، بين "الديمقراطية الجامعية ونزاهة العلوم الاجتماعية".

أخبار ذات صلة
الإمارات تدين التصريحات العنصرية لوزيرين إسرائيليين

ووصف رئيس "EHESS"، رومان هوريت، تدهور جودة النقاش في الأماكن العامة والجامعات، عازياً ذلك إلى التبادلات الاستقطابية التي تشبه "مقهى التجارة" في القوائم المهنية الداخلية.

وبحسب الصحيفة فإنه "في هذه البيئة المشحونة، يجد الباحثون العاملون في القضية الفلسطينية أن خطابهم يخضع للتدقيق والسيطرة"، مؤكدة أن "الخوف يكمن في أن تؤدي التحليلات المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وفلسطين إلى إثارة أفعال في المجتمع الفرنسي ولاسيما بين السكان المسلمين".

وأنشأ باحثون متخصصون في إسرائيل وفلسطين مدونة جديدة تهدف إلى إعلام وتوعية الجمهور الناطق بالفرنسية بتعقيدات المنطقة.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه بينما تواجه الحرية الأكاديمية تحديات غير مسبوقة، فإن تأثير الصراع على الخطاب الأكاديمي يؤكد الحاجة إلى تحليل دقيق وفهم دقيق للمسؤوليات في الصراع بين إسرائيل وحماس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com