الطفل محمود أبو سرية يبيع المهلبية قرب أحد مراكز الإيواء بدير البلح
الطفل محمود أبو سرية يبيع المهلبية قرب أحد مراكز الإيواء بدير البلحإرم نيوز

انتشار عمالة الأطفال.. وجه بائس آخر للحرب في غزة (صور)

أفرزت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مئات الأزمات، أبرزها انتشار كبير لعمالة الأطفال، وسط حالة من الفوضى وعدم المتابعة من قبل الأجهزة المعنية.

إنقاذ من تبقى

قال الطفل كريم عليان: "يفترض أنني طالب في الصف الأول إعدادي والتي لم أدرس منها سوى شهر واحد فقط قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، ويفترض أنني أجلس الآن على مقاعد الدراسة وليس على الرصيف أبيع بعض الحاجيّات، ويفترض أنني أعيش في بيتي وليس بداخل خيمة".

الطفل كريم عليان وأحد أصدقائه يبيعون الحمضيات على أحد الأرصفة بمدينة دير البلح
الطفل كريم عليان وأحد أصدقائه يبيعون الحمضيات على أحد الأرصفة بمدينة دير البلحإرم نيوز

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، "نزحت مع عائلتي المكونة من 12 شخصًا من منزلنا بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بعد أن دمرته الطائرات الإسرائيلية بالكامل، واتجهنا مشيًا على الأقدام نحو شارع صلاح الدين شرقًا وصولًا إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة".

ومضى الطفل كريم، البالغ من العمر 13 عامًا، قائلًا: "لقد نزحنا تحت القصف العنيف ودون أن نتمكن من جلب حتى ملابسنا، واضطررنا للنوم في الشارع بدون فراش ولا أغطية لمدة 3 أيام قبل أن توفر لنا إحدى المؤسسات خيمة وبعض الأغطية لنبدأ معاناة صار عمرها أكثر من 100 يوم".

إن لم أعمل سنموت من الجوع ولن ينقذنا أحد، فالجميع يعيش هنا لإنقاذ من تبقى من عائلته
الطفل كريم عليان

وأكد: "أنا لا أرغب في أن أعمل بائعًا ولكن الظروف هي من أجبرتني على ذلك، وإن لم أفعل ذلك سنموت من الجوع ولن ينقذنا أحد، فالجميع يعيش هنا لإنقاذ من تبقى من عائلته".

وأشار الطفل كريم إلى أن والده مصاب بالسرطان ولا يستطيع العمل، ولا يسمح لشقيقاته بالعمل "فأضطر كل يوم للاستيقاظ فجرًا والذهاب إلى السوق وشراء بعض الحمضيات بسعر الجملة وبيعها في السوق للمواطنين مقابل هامش ربح بسيط، أحاول من خلاله مساعدة العائلة لقضاء جزء بسيط من احتياجها".

ولفت إلى أن الحرب طالت ودمرت كل شيء ولا يستطيع التفكير بما سيكون شكل الحياة في المستقبل، بعد هدم البيت والمدرسة والشارع وقتل العديد من أقراني في الحي، معربًا عن أمله في أن تنتهي الحرب إلى غير رجعة وأن تعود الحياة بدون أصوات الطائرات والقصف، ونعود إلى أنقاض بيوتنا فخيمة هناك أفضل من خيمة هنا.

الواقع البائس

من جهته قال الطفل النازح محمود أبو سرية: "أعمل بمعدل 12 ساعة يوميًا لأجمع 25 شيكلا ما قيمته (7 دولارات)، حيث أستيقظ فجرًا أنا وأمي وتقوم هي بإعداد خلطة "المهلبية" وأقوم أنا بإشعال النار لها خارج الخيمة ومن ثم نبدأ بصناعة المهلبية ووضعها في داخل أكواب من البلاستيك وتركها تبرد قليلًا ثم أنطلق إلى السوق لبيعها".

الطفل محمود أبو سرية يبيع المهلبية قرب أحد مراكز الإيواء بدير البلح
الطفل محمود أبو سرية يبيع المهلبية قرب أحد مراكز الإيواء بدير البلحإرم نيوز

وأوضح الطفل محمود، البالغ من العمر 10 أعوام، أنه "الابن البكر لوالدتي واستشهد والدي بقصف إسرائيلي لحارتنا في حي الشجاعية ولم يعد هناك خيار آخر إلا العمل، فمتطلبات الحياة أصبحت غالية بشكل لا يمكن وصفه وتحتاج إلى الكثير من المال لتلبية احتياجات بسيطة جدًا".

لم أشارك في صنع هذا الواقع البائس ولم أختر الدخول في حرب مع أحد
الطفل النازح محمود أبو سرية

ومضى قائلًا: "لم أشارك في صنع هذا الواقع البائس ولم أختر الدخول في حرب مع أحد، لكن وجدت نفسي نازحًا مع عائلتي في دير البلح وفقدت والدي، ولا أعرف عن منزلنا شيئًا على الإطلاق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com