يروي الصحفي الفلسطيني عمرو طبش المعاناة التي يعيشها الغزيون، ويقول: "نمت أنا وشقيقتي الصغرى جودي ذات الثمانية أعوام ليلتين قاسيتين في أحد شوارع مدينة رفح، نتيجة لشدة التعب والإرهاق الذي تعرضت له خلال تغطيتي الصحفية لحصار مدينة خان يونس".
وأضاف الصحفي طبش، لـ"إرم نيوز": "خرجت من خان يونس بعد حصار دام أسبوعا داخل مجمع ناصر الطبي، تعرضنا خلاله لأبشع أنواع الحرمان والتضييق ونفاد المخزون الغذائي، فضلًا عن القصف المتواصل وإطلاق الرصاص الحي من المُسيرات الإسرائيلية تجاهنا بشكل مباشر".
وزاد: "استطعنا بشقّ الأنفس أن نغادر مجمع ناصر الطبي باتجاه مدينة رفح عبر شارع الرشيد، وسط الدمار الهائل في خان يونس والقصف العنيف وأعمدة الدخان المتصاعدة من كل مكان، وكأننا داخل تصوير فيلم أكشن سينمائي".
وأكمل طبش: "عندما وصلنا مدينة رفح مع حلول المساء لم يكن لدينا أي وجهة أو مكان نبيت فيه تلك الليلة، ومع التعب والإرهاق الذي تملّكنا عن آخرنا، قررنا أن نقسم أنفسنا، إذ نام والدي ووالدتي وشقيقاتي وأشقائي موزعين داخل مركبتين، ونمت أنا وشقيقتي الصغرى جودي على الأرض بجانب إحدى السيارات وسط البرد القارس".
وتابع: "كانت أصعب أيام حياتي وأقساها على الإطلاق، فقد كانت شقيقتي جودي توقظني طوال الليل لتخبرني بأنها تشعر بالبرد الشديد، وكنت في كل مرة أحضنها لأدفئها بعض الشيء محاولًا التخفيف عنها، قائلًا: "النهار سينقشع وستشرق الشمس وبعد قليل سنتدفأ بأشعتها".