واحة تونسية
واحة تونسيةمتداولة

الواحات التونسية تكافح الجفاف والتغيرات المناخية

بعد سنوات من شح الأمطار، تقلص إنتاج الواحات التونسية التي تمتد على مساحات شاسعة ليشمل بشكل كبير التمور فقط، بعد أن كان متنوعًا ويتوزع على العديد من الخضراوات والغلال.

من واحة تمغزة، في الجنوب الغربي للبلاد، قال المزارع محمد وهو يشير إلى واحته التي يتصدر النخيل غراسها: "في السابق كنت أزرع عدة أنواع من الخضراوات والغلال في الواحة، لكن في ظل انحباس الأمطار، أصبح النخيل مورد رزقنا الوحيد".

وأضاف محمد لـ "إرم نيوز" أن "من تداعيات التغيرات المناخية التي أصابت واحاتنا أمراضًا ضربت النخيل مثل آفة عنكبوت الغبار التي يسمح ارتفاع درجات الحرارة في سرعة انتشارها".

وبيَّن أن "عملية الحد من انتشار مثل هذه الأمراض التي تصيب النخيل تتطلب أدوية وآليات مناسبة".

واحة تمغزة
واحة تمغزةمتداولة

وتمتد الواحات التونسية على مساحة نحو 40 ألف هكتار وتضم نحو 5 ملايين نخلة جعلت البلاد من أهم مصدري التمور في العالم، حيث بلغ إنتاجها خلال موسم 2023/2022 نحو 340 طنًّا، بحسب بيانات رسمية.

وقال رئيس جمعية المحافظة على المناطق الرطبة في جنوب تونس، نوفل حمودة، إن "المناطق الجنوبية تأثرت تأثرًا كبيرًا بقلة الأمطار، وكل عام تنعكس التأثيرات على الواحات التي هي شريان الجنوب، والملاذ الأخير للتنوع البيولوجي في مناطقنا".

وتابع حمودة لـ "إرم نيوز" أن "الواحات تعتمد على الماء الذي أصبح من سنة إلى أخرى في تناقص كبير وفي حالة ندرة، وهو أمر سيكون له تأثير مباشر على ثراء الواحات التي أصبحت شبه مهجورة، لأن الناس لم تعد تجد الماء الذي تسقي به نباتاتها وخاصة منتوج الخضراوات أو الأشجار المثمرة أو حتى النخيل".

وأفاد بأن "الواحات تشهد دمارًا كبيرًا على مستوى إنتاج الخضر، وهذا سيكون له تأثير خطير على أشجار النخيل على مستوى سلامتها، حيث تتعرض لأمراض جديدة، مثل: مرض البيوض الذي أصبح يصيب النخيل التونسي".

وأشار حمودة إلى أن "هذه الأمراض تثير خشيتنا وهي تهدد واحات التمور المنتجة التي هي مصدر للعملة الصعبة وإعالة العديد من العائلات في الجنوب التونسي".

من جهته، قال رئيس المرصد التونسي للمياه علاء المرزوقي إن "هناك استنزافًا كبيرًا للمياه في الجنوب التونسي، إذ إن هناك قلة وعي من قبل الفلاح... الاستعمال المفرط للمياه له تبعاته على النخيل والتربة خاصة باستعمال المياه النجعية".

هناك استنزاف كبير للمياه في الجنوب التونسي
رئيس المرصد التونسي للمياه علاء المرزوقي

وأوضح المرزوقي لـ "إرم نيوز" أن "الاستعمال المفرط للمياه يتسبب بأمراض أكثر من تلك التي يتسبب بها الجفاف. النخيل يتلاءم مع الصحراء وهو يتطور فيها، وأكثر شيء يضر بالنخيل هو عدم الاستعمال الدقيق للمياه في عملية ريها".

وبين أن "هناك نوعية أخرى من المستغلات الفلاحية إذ كان هناك في السابق ثلاثة أنواع من الاستغلال في الواحات: النخيل والغلال والخضراوات، لكن الآن تم استحداث نوعية جديدة أحادية الإنتاج وهي دقلة النور".

وأكد أن "أكثر من يقوم بالعمل فيها (دقلة النور) ليسوا فلاحين بل مستثمرين، وهذا النوع يستنزف المياه، وهؤلاء دخلاء ومستثمرون يستنزفون المياه دون حسيب أو رقيب".

وتلقب دقلة النور بـ "سيدة التمور" في تونس وخارجها، وهي نوع فاخر من التمور، ويعد ثمنها باهظًا مقارنة بباقي أنواع التمور، وهي أساسًا موجهة إلى التصدير نحو دول أخرى.

أخبار ذات صلة
بسبب الجفاف.. تونس تبدأ تطبيق نظام الحصص للتزود بمياه الشرب

وكانت السلطات في تونس لجأت منذ أشهر إلى القطع الدوري للمياه عن معظم مدن البلاد للحد من تأثيرات الجفاف والتغيرات المناخية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com