سودانيون فارون يبحثون عن ملجأ في تشاد
سودانيون فارون يبحثون عن ملجأ في تشادرويترز

اللاجئون السودانيون في تشاد.. معاناة فوق معاناة

يواجه اللاجئون السودانيون في دولة تشاد ظروفًا إنسانية معقدة، ومعاناة فوق معاناة، مع نقص الطعام والدواء والإيواء.

وقال متطوعون يعملون في مخيمات اللاجئين على الحدود بين البلدين لـ"إرم نيوز": إن آلاف الأطفال في سن الدراسة يواجهون مصيرًا مجهولًا داخل مخيمات اللجوء التي تحاصرها الكوارث الطبيعية والأمراض والفقر ونقص الغذاء.

وأكد خالد خليل من مخيمات مدينة "أدري"، أن اللاجئين السودانيين يواجهون معاناة كبيرة في الحصول على الغذاء والدواء، كما أنهم في حاجة ماسة إلى الإيواء من العواصف والأمطار التي تشتد هذه الأيام من فصل الخريف.

وأضاف أن العواصف والأمطار ضربت مخيم "مجي" الواقع على بعد 60 كيلومترًا جنوب مدينة "أدري" الحدودية، وسط أنباء عن مصرع عدد من اللاجئين بينهم أطفال، موضحًا أن المخيم المشار إليه يقع في منطقة معزولة عن الإنترنت.

وحسب تقديرات المنظمات العاملة في المجال الإنساني، فإن أكثر من مليون لاجئ سوداني فروا إلى دولة تشاد ويعيشون حاليًا في مخيمات قرب مدينة "أدري" الحدودية، في وقت يتواصل فيه مسلسل اللجوء نحو الأراضي التشادية.

وأغلب اللاجئين في هذه المخيمات من قبيلة "المساليت" التي كانت مستقرة في ولاية غرب دارفور، خصوصًا مدينة الجنينة، وهربوا منذ الشهور الأولى للحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعدما انزلقت هناك إلى حرب عرقية طاحنة.

ورغم أن الأوضاع الأمنية عادت إلى الاستقرار في مدينة الجنينة وبدأت حركة التجارة في الأسواق تعاود نشاطها، إلا أن النزوح ما زال مستمرًا بعد نداءات أطلقها سلطان دار مساليت سعد بحرالدين، لقوميته بالخروج من المدينة، بحسب الناشط المدني علاء الدين بابكر.

وقال بابكر إن الأوضاع عادت للهدوء الحذر داخل مدينة الجنينة، بيد أن الكثير من منسوبي قبيلة "المساليت" غادروها إلى مخيمات النازحين داخليًا واللاجئين في دولة تشاد المجاورة، على الرغم من تدهور الأوضاع الإنسانية داخل هذه المخيمات، وفق قوله.

ظروف بالغة السوء

من جهته يقول القيادي في قبيلة "المساليت"، منصور أرباب، إن نحو مليون ومئتين وثلاثين ألف لاجئ سوداني، يتكدسون في مخيمات حول مدينة "أدري" التشادية، بينها خمسة مخيمات جديدة شُيدت لأجل تفريغ اللاجئين من داخل مدينة "أدري"، مشيرًا إلى أن السلطات التشادية تخطط لفتح (17) مخيمًا جديدًا، بالإضافة إلى المخيمات القديمة البالغ عددها 12 تأسست منذ 2003.

وأوضح أرباب وهو رئيس لحركة مسلحة في دارفور، في بيان صحفي وصل "إرم نيوز"، الثلاثاء، أنه زار مخيمات اللاجئين السودانين في تشاد خلال اليومين الماضيين، برفقة مجموعة من القيادات الأهلية والسياسية، ووجد أنّ الأوضاع الإنسانية التي يواجهها اللاجئون لا توصف، حيث يعيشون ظروفًا معيشية بالغة السوء والبؤس، كما يواجهون أوضاعًا صحية غاية في التعقيد والقساوة، خاصة أنّ من بين اللاجئين أعدادًا كبيرة من الأطفال والعجزة والمسنين، وفق قوله.

وأكد أن "أعدادًا مهولة من الأطفال في سن الدراسة، يتكدسون في هذه المخيمات، وسط انعدام كامل لخدمات التعليم؛ مما يمثل خطرًا على الأمن القومي السوداني وجواره الإقليمي بشكل كبير".

وأشار أرباب إلى أن من بين اللاجئين فئات مثل "المعلمين، والمحامين، والأطباء، العاملين في دواوين الحكومة، والإدارات الأهلية، وقادة الرأي ومنظمات المجتمع المدني، وأساتذة الجامعات وحملة الدكتوراة، وضباط الشرطة والأجهزة الأخرى".

وذكر أن "الاحتياجات الضرورية للاجئين قرب مدينة "أدري" تتمثل بـ"السكن، والمأكل، والخدمات الصحية"، كما يشكون من ضيق المخيمات، حيث تسكن الأسرة في كوخٍ لا يزيد ارتفاعه عن مترٍ واحد، وطوله عن متر وسبعين سنمترًا في أحسن الأحوال، وعرضه عن متر ونصف المتر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com