ما تداعيات اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى؟

ما تداعيات اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى؟

تباينت آراء المحللين السياسيين بشأن ما سيحدث في الأراضي الفلسطينية عقب اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، وسط ترجيحات بأن يؤدي ذلك إلى "أحداث أمنية خطيرة" واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

اقتحم وزير الأمني القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى على الرغم من إعلانه عن تأجيل الموعد عقب محادثة جرت بينه وبين بنيامين نتنياهو

وبحسب المحللين، فإن التوتر الأمني سيظل مقتصرًا على الضفة الغربية، ولن يمتد إلى قطاع غزة، مستبعدين إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة بالقطاع، إلا في حالة تكرار بن غفير اقتحامه للأقصى.

واقتحم وزير الأمني القومي الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، الأقصى على الرغم من إعلانه عن تأجيل الموعد عقب محادثة جرت بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وقالت الصحيفة إن "بن غفير وصل بشكل غير متوقع للحرم القدسي، برفقة حراس الأمن الإسرائيلي والشرطة"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان على علم بنوايا بن غفير بشكل مسبق.

ملامح انتفاضة

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، رياض العيلة، أن "الوضع الحالي يظهر ملامح انتفاضة فلسطينية ثالثة، خاصة في ظل السياسات المتوقعة للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يقودها زعماء اليمين المتطرف".

حكومة نتنياهو ستكون السبب الرئيس في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتي ستكون أقوى وأصعب من سابقاتها
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، رياض العيلة

وأوضح العيلة، لـ"إرم نيوز"، أنه "ومنذ العام الماضي والمعطيات الميدانية تشير إلى إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة بالأراضي الفلسطينية"، مرجحًا تكرار ذات السيناريو الذي شهدته الأراضي الفلسطينية العام 2000.

وأضاف: "بتصوري فإن اقتحام بن غفير للأقصى سيؤدي لتجدد موجة التوتر الأمني التي هدأت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وسيتسبب في اندلاع مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمختلف مدن الضفة الغربية".

أخبار ذات صلة
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة (فيديو)

وأشار إلى أن "حكومة نتنياهو ستكون السبب الرئيس في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتي ستكون أقوى وأصعب من سابقاتها"، مضيفًا أن "اقتحام بن غفير للأقصى سيكون بمثابة الشرارة لأحداث أمنية خطيرة"، بحسب تقديره.

واعتبر العيلة أن "اندلاع انتفاضة جديدة سيؤدي إلى إضعاف مؤسسات السلطة الفلسطينية، لكن لن يتسبب في انهيارها"، مؤكدًا أن وجودها "مصلحة إستراتيجية لجميع الأطراف".

وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، أشار العيلة إلى أن "هناك تفاهمات مع حركة حماس والفصائل بغزة، ستؤخذ بعين الاعتبار إزاء أي قرار متعلق بالتصعيد الأمني مع إسرائيل"، متابعًا: "بتقديري ستكون هناك ردات فعل إستراتيجية من حماس مختلفة عن الأعوام السابقة".

الوضع بالأراضي الفلسطينية سيأخذ شكلًا مختلفًا على إثر اقتحام بن غفير للأقصى، وسيشهد موجة عنف أوسع من كونها انتفاضة فلسطينية
أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم

سياسة معلنة

ويرى المحلل السياسي أحمد عوض، أن "اقتحام بن غفير للأقصى خطوة استعراضية ستؤدي لإشعال المنطقة"، مشيرًا إلى أنها ستكون السبب بزيادة التوترات الأمنية بين إسرائيل من جهة والفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي من جهة أخرى.

وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "اقتحام بن غفير للأقصى بصفته وزيرا بالحكومة الإسرائيلية يمكن اعتباره سياسة معلنة لتغيير معالم الأقصى، وإعلان غير مباشر عن توجهات حكومة نتنياهو فيما يتعلق بالحرم القدسي".

ووفق عوض، فإن "وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين يسعون لتطبيق الشعارات التي أطلقوها قبل انتخابات الكنيست الأخيرة، وبالتالي زيادة شعبيتهم بين جمهور الناخبين"، متابعًا: "بتقديري وزراء حكومة نتنياهو سيعملون على تطبيق شعاراتهم المتطرفة".

وأكد أن "الانتفاضة الفلسطينية في حال اندلاعها ستكون الأعنف، خاصة وأنها ستكون مدعومة من قبل جماعات مسلحة مثل عرين الأسود وكتيبة جنين، علاوة على المواجهات العسكرية التي يمكن أن تندلع بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة بغزة".

مواجهة عسكرية

من ناحيته، يرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن "اقتحام بن غفير للأقصى سيؤثر على الوضع الأمني بالضفة الغربية دون أن يكون له أي تأثير أمني على قطاع غزة"، مضيفًا أن "التركيز فلسطينيًا بالوقت الحالي على ساحتي الضفة والقدس".

اقتحام بن غفير للأقصى سيؤدي لزيادة الجهوزية لدى الفصائل المسلحة وإسرائيل والاستعداد لإمكانية الدخول بمواجهة عسكرية جديدة
محسن أبو رمضان

وأوضح أبو رمضان، لـ "إرم نيوز"، أنه "على الرغم من التحذيرات التي صدرت من حركة حماس والفصائل بغزة فيما يتعلق باقتحام بن غفير للأقصى؛ إلا أنه وبتقديري لا يمكن أن يؤدي ذلك لاندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل".

وأضاف: "الحادثة ستؤدي لزيادة الجهوزية لدى الفصائل المسلحة وإسرائيل والاستعداد لإمكانية الدخول بمواجهة عسكرية جديدة"، مبينًا أن المواجهة العسكرية ربما تندلع بين الجانبين في حال تكرر اقتحام بن غفير للأقصى، أو جرى أي تغيير على الوضع القائم بالمسجد.

وأشار إلى أن "الوضع الإقليمي والدولي الراهن والضغوط التي تمارس من مختلف الأطراف، سيكون العامل الأقوى في الحفاظ على الهدوء النسبي بين إسرائيل وغزة"، مستطردًا: "التركيز سيكون على العمل من أجل منع اقتحامات جديدة للأقصى".

وبحسب المحلل السياسي، فإن "حكومة نتنياهو تعمل على تهيئة كافة المناخات والأسباب التي يمكن أن تؤدي لاندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة"، متابعًا: "أتوقع أن تكون هناك ردود أفعال فلسطينية على الحكومة الإسرائيلية أقوى من السابق".

سيناريو مختلف

في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "الأوضاع الراهنة مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه العام 2000 إبان اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للأقصى واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية".

وقال غانم، لـ "إرم نيوز"، إن "الوضع بالأراضي الفلسطينية سيأخذ شكلًا مختلفًا على إثر اقتحام بن غفير للأقصى"، مشيرًا إلى أن "الأوضاع ستشهد موجة عنف أوسع من كونها انتفاضة فلسطينية، وستؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة".

وأضاف غانم: "التوتر الأمني على خلفية اقتحام بن غفير للأقصى سيشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والبلدات العربية داخل إسرائيل"، مرجحًا أن يؤدي ذلك لاندلاع مواجهة عسكرية محدودة بين إسرائيل والفصائل المسلحة بغزة.

وتابع المحلل السياسي: "ما سنشاهده سيكون أكبر من الغضب الجماهيري الذي رأيناه على مدار العقدين الماضيين، خاصة وأنه من المرجح أن يرد الفلسطينيون بأشكال ستكون أكثر عنفا، ونتائجها أكبر مما كانت عليه في السابق"، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com