السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلدرويترز

"يعبر عما يريده نتنياهو".. "فخاخ" خطيرة في مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة

لا يخلو مشروع القرار الذي طرحته واشنطن على مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة من خطورة و"فخاخ" فهو لم يدعُ إلى وقف دائم لإطلاق النار ومنحَ إسرائيل الضوء الأخضر الضمني للمضي في اجتياح رفح.

ومنذ بدء الحرب على غزة عطلت الولايات المتحدة الأمريكية جميع مشاريع القرارات الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة، المطروحة على مجلس الأمن الدولي، واستخدمت حق النقض "الفيتو" في ثلاث مناسبات ضد جميع مشاريع القرارات المقدمة من دول عربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر وأيضا ضد مشروع قرار روسي.

بين الإدانة و"توخي الدقة"

ومثلت عرقلة واشنطن لمشاريع وقف إطلاق النار دعما سياسيا كبيرا لإسرائيل للاستمرار في عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، وقوبل الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل والرافض لوقف إطلاق النار في غزة باستنكار دولي من العديد من دول العالم وعلى المستوى الشعبي العالمي وفي الداخل الأمريكي أيضا.

وتقدمت الدبلوماسية الأمريكية في مجلس الأمن بمشروع قرار جديد حول غزة لم يحمل عنوانا واضحا أو دعوة صريحة إلى وقف إطلاق النار في غزة، بل ركز على إدانة حركة "حماس" واتهامها بارتكاب جرائم إرهابية ضد إسرائيل "لم يتعرض اليهود لمثلها منذ محرقة الهولوكوست" على حد تعبير المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن.

وفي المقابل لم يُشر مشروع القرار إلى الجرائم وعمليات القتل والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، واكتفى بدعوة إسرائيل إلى الحذر وتوخي الدقة لعدم استهداف المدنيين في غزة.

أخبار ذات صلة
الولايات المتحدة تبلغ مجلس الأمن معارضتها وقف إطلاق النار في غزة

وتكمن خطورة مشروع القرار الأمريكي الذي أحبطته الصين وروسيا في مجلس الأمن في أمرين، أولهما أن مشروع القرار ربط ما أسماه الحاجة إلى هدنة وإلى وقف إطلاق نار مؤقت بشرط إفراج "حماس" عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، ولم يدعُ إلى وقف إطلاق نار دائم، ما يعني استمرار الدعم لإسرائيل وموافقة أمريكا على استمرار الحرب حتى بعد الإفراج عن الأسرى.

ضوء أخضر

أما الأمر الخطير الآخر فيتعلق بأن الإدارة الأمريكية وبشكل غير مباشر أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل من خلال مشروع القرار بالاستمرار بسيناريو اجتياح رفح، حيث ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسبوع الماضي اجتياح مدينة رفح بفشل المفاوضات حول إفراج "حماس" عن المحتجزين لديها.

وهنا نجد أن مشروع القرار الأمريكي يعبّر عما يريده نتنياهو، كما يبدو أن البيت الأبيض يحاول إضفاء الشرعية على المخططات الإسرائيلية من خلال قرارات صادرة عن مجلس الأمن.

ويبدو أنّ الموقف الأمريكي، الذي تعبّر عنه الأفعال على الأرض حول كل ما يجري في غزة منذ بداية الحرب، لم يتغير ولا يزال يقدّم الدعم الكامل لإسرائيل بعيدا عن التصريحات الإعلامية المضللة التي تمارسها الدبلوماسية الأمريكية والتي تحاول أن تظهر من خلالها وجود خلافات واختلافات أمريكية - إسرائيلية بشأن الحرب على غزة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com