هل تنجح الوساطة العمانية في حل الملفات العالقة بين القاهرة وطهران؟

هل تنجح الوساطة العمانية في حل الملفات العالقة بين القاهرة وطهران؟

يحمل العاهل العماني السلطان هيثم بن طارق الذي يقوم بزيارة رسمية لإيران في جعبته العديد من الملفات التي تتعلق بقضايا إقليمية ودولية في مقدمتها إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران والملف النووي الإيراني.

وتأتي زيارة العاهل العماني إلى طهران التي تعد الأول من نوعها منذ توليه مقاليد الحكم بعد عام من زيارة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى العاصمة العمانية مسقط، وسط توقعات لمحللين بأن يحمل سلطان عمان رسائل عربية وأخری غربية إلى طهران قد تؤدي إلى تحقيق تقدم في عدة الملفات.

عودة العلاقات بين القاهرة وطهران باتت مسألة وقت رغم التحفظات المصرية على الدور الإيراني في المنطقة.
د. حسن المومني أستاذ العلاقات وتسوية النزاعات

ورحب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال لقائه بالعاهل العماني، اليوم الإثنين، بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر.

وجاءت تصريحات خامنئي في الوقت الذي تتخذ فيه دول بالشرق الأوسط من بينها مصر، خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة.

العلاقات المصرية الإيرانية

وتأتي زيارة العاهل العماني إلى طهران بعد أيام من زيارة قام بها إلى العاصمة المصرية القاهرة أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

من جانبه، يرى الدكتور حسن المومني أستاذ العلاقات وتسوية النزاعات في الجامعة الأردنية، أن الوساطة العمانية بين القاهرة وطهران تأتي في سياق الاستدارات التي تشهدها المنطقة بعد الاتفاق السعودي المصري برعاية صينية في آذار/ مارس الماضي بهدف إيجاد نظام إقليمي مستقر في المنطقة.

أخبار ذات صلة
سلطان عمان يصل إلى إيران في زيارة رسمية

ويؤكد المومني في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن القاهرة ملتزمة في ما اصطلح عليه بمبدأ "الدبلوماسية التشاورية" مع دول الخليج العربي والأردن في القضايا الإستراتيجية، متوقعا أن يساهم الانفراج في العلاقات الإيرانية المصرية في إنتاج نظام إقليمي مستقر.

ويشير إلى أن سلطنة عمان مؤهلة للنجاح في هذه المهمة لما تتمتع به من علاقات تاريخية مع مصر وعلاقات متوازنة ومستقرة مع إيران.

وحول أبرز الملفات التي تقاطعت بها القاهرة مع طهران خلال السنوات الماضية، يقول خبير النزاعات، إن "القاهرة لديها حساسية كبيرة من تدخل القوى الإقليمية في المنطقة وخصوصا السياسات التوسعية لإيران، وتدخلاتها في العراق وسوريا واليمن على اعتبار أن مصر ترى نفسها دولة وازنة وفاعلة بالمنطقة، مبينا أن القاهرة تعتبر تلك السياسات تمس أمنها القومي بشكل مباشر".

ويبين المومني، أن "النفوذ الإيراني داخل قطاع غزة وتحديدا علاقات إيران بالفصائل الفلسطينية الإسلامية "حماس والجهاد" شكلت مصدر قلق وإزعاج للقاهرة على اعتبار أنها مسألة أمن قومي تتصدر أولويات السياسية المصرية الخارجية، وتؤثر على جهودها في تحقيق التهدئة في قطاع غزة المضطرب".

وتوقع المومني، أن "عودة العلاقات بين البلدين باتت مسألة وقت رغم التحفظات المصرية على الدور الإيراني في المنطقة".

في المقابل، يقول المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة في حديثه لـ "إرم نيوز"، إن اللجوء إلى الوساطة بين القاهرة وطهران يؤكد وجود حالة من انعدام الثقة بين البلدين رسختها مواقف طهران خلال العقود الماضية.

ويعزي السبايلة تلك الحالة إلى الموروث الأمني المتراكم لدى مصر؛ بسبب المحاولات الإيرانية المتكررة لتحويل أراضيها إلى مناطق نفوذ لتهريب السلاح وتجارة المخدرات ومحاولات اختراق المجتمع المصري طائفيا؛ لذلك لا بد من تعهدات وإجراءات إيرانية على أرض الواقع تؤكد التزام طهران بعدم التدخل بالشؤون الداخلية في حال إعادة العلاقات بين البلدين.

ويعتبر السبايلة، أن إيران هي التي تحتاج إلى إعادة العلاقات مع مصر وليس العكس في محاولة منها لتصفير مشاكلها مع دول المنطقة وتجاوز اضطراباتها الداخلية.

وظلت العلاقات مشحونة بين القاهرة وطهران في أغلب الأحيان خلال العقود الماضية على الرغم من أن البلدين حافظا على الاتصالات الدبلوماسية.

المفاوضات النووية

وفيما يتعلق باستئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، يقول المومني، إن حديث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عن أخبار سارة قريبا، قد تتعلق بحدوث تقدم في مسار المفاوضات النووية.

ويضيف أن سلطنة عمان التي قدمت نفسها كوسيط دولي محايد ونزيه وصانع سلام في عدة ملفات معقدة كان أبرزها ملف المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تحاول بقوة الدفع باتجاه استئناف المفاوضات النووية.

ويشير المومني في هذا السياق، إلى الدور العماني في الوساطة بين طهران وواشنطن قبل إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي، العام 2015.

أخبار ذات صلة
إيران: إحياء الاتفاق النووي "ممكن تقنياً ودبلوماسياً"

فيما توقع المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أن لا تحقق الوساطة العمانية أي تقدم بمسار ملف استئناف المفاوضات النووية؛ لأن جميع الرسائل الصادرة عن طهران غير إيجابية خصوصا تجاه الولايات المتحدة التي تستهدف إيران مصالحها في العراق ومناطق أخرى.

ويقول المحلل السياسي: "حتى على الجانب الأوروبي هناك رفض واسع لإعادة المحادثات بشأن الاتفاق النووي مع طهران بسبب دخول إيران في المعترك الأوكراني وتزويد موسكو بطائرات المسيرة التي تستخدمها في حربها ضد كييف".

ويشير السبايلة إلى أن سلطنة عمان لطالما سعت لإيجاد قنوات اتصال غير مباشرة بين طهران من جهة، والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى.

ويؤكد السبايلة، أن القاهرة تسعى من خلال تعاملها مع طهران لعودة العلاقات الدبلوماسية فقط وليس إلى تطبيع كامل العلاقات في مختلف المجالات بين البلدين، على حد تعبيره.

وفي العام 2018، قررت الولايات المتحدة أثناء ولاية الرئيس الاسبق دونالد ترامب آنذاك، الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق وإعادة عقوبات قاسية فرضت على إيران.

وفي محاولة منها لإحياء الاتفاق قامت أطراف الاتفاق وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن بإجراء مباحثات لإحياء الاتفاق لكنها تعثرت في أيلول/ سبتمبر العام الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com