لماذا يرجح الشاباك انهيار السلطة الفلسطينية عقب تشكيل حكومة نتنياهو؟

لماذا يرجح الشاباك انهيار السلطة الفلسطينية عقب تشكيل حكومة نتنياهو؟

حذر رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، والمُكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ37، من أن السلطة الفلسطينية في رام الله، ستواجه خطرا حقيقيا، جراء تشكيلة حكومته المرتقبة، وفقا لموقع "سروغيم" الإخباري العبري، اليوم الجمعة.  

وأكد رئيس "الشاباك" لنتنياهو أن التقديرات بشأن الفوضى المتوقعة في الضفة الغربية جراء تشكيلية الحكومة "السادسة في تاريخ نتنياهو"، تنذر بأنها ستكون مختلفة وبصورة لم تحدث منذ عقدين.  

وذكر الموقع أن اجتماعًا عُقد بين نتنياهو وبين بار، أعرب الأخير خلاله عن مخاوف كبيرة تنتاب "الشاباك" بشأن انهيار وشيك للسلطة الفلسطينية، وأن هذا الانهيار سيجلب معه تدهورًا لم يحدث منذ عقدين، في الأوضاع الأمنية للضفة الغربية. 

متطرفون في الكابينيت 

وأشار إلى أن جهاز الشاباك لاحظ في الآونة الأخيرة أن تحسن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية لم يعد يسهم في انحسار التصعيد وأعمال العنف هناك، وأن الوضع الأمني المتردي في الضفة يسير في اتجاه تصاعدي، رغم أن أغلب الجمهور الفلسطيني هناك غير متورط في أعمال عنف.  

وترتبط التحذيرات التي أطلقها رونين بار أمام نتنياهو بالتطورات الخاصة بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد، الذي يضم أحزابًا يمينية متطرفة، يطمح قادتها في مناصب وزارية ستمنحهم صلاحيات كبيرة، يُنتظر أن تُعمق أزمات السلطة الفلسطينية. 

وفي هذا الصدد نقل الموقع عن مصادر أمنية على صلة بالاجتماع بين نتنياهو ورئيس الشاباك، أن الأخير أبلغ زعيم الليكود أن المخاوف تتعلق بالنائب إيتمار بن غفير، زعيم "عوتسما يهوديت"، وبتسلئيل سموتريتش زعيم الاتحاد القومي، رئيس قائمة الصهيونية الدينية. 

وأوضحت المصادر، وفقًا للموقع، أن وجودهما كعضوين في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي (الكابينيت) من بين الأسباب التي تزيد من المخاوف داخل الشاباك. 

يُشار إلى أن الحقائب الوزارية التي قد تذهب إلى بن غفير وسموتريتش هي الأمن الداخلي للأول، والدفاع للثاني، مع أن خلافات حادة هي العنوان السائد حاليا فيما يتعلق بالمفاوضات بين نتنياهو وسموتريتش، حول هذه الحقيبة.   

فقدان الزمام 

ونقل الموقع عن المصادر أن بار أبلغ نتنياهو أن كلًا من بن غفير وسموتريتش يدعمان تعزيز وتيرة عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتغيير التعليمات الخاصة باستخدام الذخيرة الحية، ومباشرة إجراءات وخطوات حادة ضد السلطة الفلسطينية.  

تجدر الإشارة إلى أن بن غفير أعلن أيضًا أنه سيعمل على تمرير قانون إعدام المتهمين بقتل يهود، كما أكد أنه يأخذ على عاتقه منح مطلقي الرصاص الحي من عناصر الشرطة والأمن حصانة قانونية. 

ولفتت المصادر التي نقل عنها موقع "سروغيم" العبري إلى أن رئيس الشاباك أكد لنتنياهو أيضًا أن حكومة بهذه التشكيلة، أضف إليها فقدان سيطرة السلطة الفلسطينية في رام الله على زمام الأمور، كل ذلك يخلق خطرا محدقا ينذر بحدوث تدهور أمني كبير في الضفة الغربية لم يحدث منذ عقدين من الزمان.  

اتفاق سخي 

وتوصل حزبا الليكود و"عوتسما يهوديت" بالفعل، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى بنود اتفاق ائتلافي نهائي، يصفه مراقبون بأنه في غاية السخاء بالنسبة للناشط الراديكالي بن غفير. 

وبسبب سخاء هذا الاتفاق واستجابة نتنياهو لغالبية شروط بن غفير لم تخل التحليلات الإسرائيلية من حديث عن "حيلة" مارسها نتنياهو للوقيعة بين بن غفير وبين شريكه سموتريتش.   

وبعض البنود التي سُربت من هذا الاتفاق على صلة مباشرة بالملف الفلسطيني، ومن شأنها أن تحقق مخاوف الشاباك وربما هي التي دفعت بار لعقد اجتماع استباقي مع نتنياهو.  

ومن بين البنود المُسربة "شرعنة" البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، خلال 60 يوما من تشكيل الحكومة. 

كما وافق نتنياهو على شرط بن غفير بشأن تعديل قانون فك الارتباط، الصادر عام 2005 بخصوص مستوطنة "حوميش" شمال الضفة، والسماح لليهود بالدراسة والإقامة في المدرسة الدينية المحلية هناك. 

يشار إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت في الأيام الأخيرة أن رسائل وجهتها واشنطن لنتنياهو على صلة أيضا بتداعيات تشكيلة حكومته على عديد من الملفات التي تشهد تعاونا بين البلدين، ومنها الملف الفلسطيني. 

ونبَّهت الصحيفة إلى أن إحدى الرسائل ورد بها أن واشنطن لن تستطيع مواصلة التعاون الوثيق بين المؤسستين العسكريتين للبلدين في جميع الموضوعات الحساسة المطروحة، مثل ملف الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة وإيران. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com