حرب غزة تعيد الجدل الإسرائيلي حول "تجنيد الحريديم"

أعادت الحرب الإسرائيلية على غزة الجدل مجددا داخل إسرائيل حول قضية إعفاء الحريديم (اليهود المتدينين المتشددين) من التجنيد.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت أن إعفاء الحريديم من التجنيد ما زال يثير جدلاً واسعًا، وأن الحرب في غزة أثارت دعوات جديدة لإلغاء الاتفاق الخاص بهم.

ويأتي ذلك في وقت تطالب فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنود النظاميين وجنود الاحتياط بالخدمة لفترة أطول، والحفاظ على إمداد صفوف الجيش الإسرائيلي.

ويدعو بعض أعضاء الائتلاف الحاكم والمعارضة والمتظاهرين في إسرائيل إلى تمديد الخدمة الإلزامية للمجموعة الحالية من الجنود، إلى أن تقترن بقانون جديد من شأنه أن يجذب المجندين من المجتمع الأرثوذكسي المتطرف.

وقالت الصحيفة، إن المطالبات بفرض التجنيد الإلزامي على اليهود الحريديم يهدد استقرار الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعتمد على الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة التي هددت في الماضي بالتخلي عن أي حكومة تشمل تجنيد أفراد مجتمعهم.

وفيما أثبتت الحرب الإسرائيلية على غزة كلفتها الباهظة، تساءل العديد في حزب نتنياهو اليميني المتطرف ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الحفاظ على سياسة "عدم تجنيد الحريديم" القائمة منذ فترة طويلة، ولا سيما أن إسرائيل قد تواجه حرباً أُخرى مع ميليشيا حزب الله، بحسب ما ذكرت "وول ستريت جورنال".

وتقترح وزارة الدفاع الإسرائيلية تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية 36 شهرا بدلا من 32 شهرا، وزيادة التزامات الخدمة الاحتياطية السنوية ورفع سن الخدمة الاحتياطية الإلزامية بما يصل إلى خمس سنوات، وفي بعض الحالات إلى سن 52 عاما، لكن الاقتراح لم يأت على ذكر توسيع التجنيد ليشمل أفراد الأرثوذكس المتطرفين (الحريديم).

ومن المقرر أن ينتهي الإعفاء الحالي للحريديم من التجنيد، الذي قالت الصحيفة إن القانون لم ينص عليه مطلقاً، في شهر مارس آذار المقبل، مع احتمالية تمديده؛ الأمر الذي قد يعيد إشعال التوترات في المجتمع الإسرائيلي، التي تم تجاهلها منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتوزع جهود الجيش الإسرائيلي بين الحرب في غزة، والاضطرابات في الضفة الغربية، والتوترات على الحدود الشمالية مع المسلحين في لبنان.

ويعود تاريخ الإعفاء من التجنيد للحريديم إلى الفترة التي تلت تأسيس إسرائيل في عام 1948، عندما وافقت الحكومة على إعفائهم من الخدمة العسكرية؛ حتى يتمكنوا من الحفاظ على نمط حياة اليهود الذي اندثر تقريبًا خلال "الهولوكوست".